تعود أسعار النفط إلى التراجع اليوم وتنخفض بأكثر من 0.6% لكل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط اللذان ليس بعيداً عن أدنى المستويات لهذا العام.
تجدد خسائر النفط اليوم يأتي مع المعنويات الضعيفة للشركات في منطقة اليورو والمملكة المتحدة في نوفمبر وسط المخاوف عن الآثار المترتبة على الحرب التجارية التي قد تتفاقم مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أوائل العام المقبل.
حيث شهدنا اليوم سلسلة من التقارير السلبية للغاية لمديري المشتريات الصادرة من S&P Global لكل من منطقة اليورو والمملكة المتحدة والتي شهدت أداء أضعف من المتوقع.
اقرأ: أسعار النفط تواصل تراجعها ومخاوف الصين مع عودة ترامب – خاص
حيث انكمشت أنشطة الخدمات في منطقة اليورو على نحو غير متوقع كما عمقت أنشطة التصنيع من تقلصها. في حين واصلت الطلبيات الجديدة التراجع للشهر السادس على التوالي وذلك بأسرع وتيرة لهذا العام كما استمرت الشركات في خفض الوظائف للشهر للرابع على التوالي. علاوة على ذلك، فقد هبطت معنويات الأعمال على نحو حاد وبلغت أدنى مستوى لها منذ سبتمبر من العام 2023.
كما قال Cyrus de la Rubia وهو كبير الاقتصاديين في Hamburg Commercial Bank تعليقاً على التقرير الخاص بمنطقة اليورو بأن قطاع التصنيع يتجه نحو الركود وأن الخدمات أصبحت تعاني مجدداً. كما قال إن هذا ليس مفاجئاً على ضوء الفوضة السياسية في منطقة اليورو إضافة إلى أن انتخاب ترامب مجدداً قد أضاف تحديات إلى للاقتصاد.
اقرأ: تحولات في سوق النفط وسط تقلبات الأوضاع الجيوسياسية – تحليل خاص
اليوم أيضاً، أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى أن التهديدات متزايدة للتجارة الحرة حول العالم، وذلك في الإشارة إلى الخطر الذي قد تشكله الحرب التجارية الذي قد يفاقمها ترامب. قالت لاغارد أيضاً أن البيئة الجيوسياسية أصبحت أقل ملائمة وهذه العوامل مجتمعة تجعل الاتحاد الأوروبي أكثر عرضة للخطر نظراً لأنه أكثر الاقتصادات الكبرى انفتاحاً.
كما قال سورين رادي وهو الخبير الاقتصادي السابق في البنك المركزي الأوروبي بأنه قد تعاني المعنويات أكثر مع تكشف تفاصيل السياسيات التجارية للولايات المتحدة في الأشهر المقبلة. أي أن أرقام اليوم قد تكون مقدمة للاتجاه القادم.
تقارير مديري المشتريات السلبية اليوم لمنطقة اليورو تعزز من المخاوف حول مستقبل الاقتصاد العالمي وتضاف إلى تلك المتعلقة بالاقتصاد الصيني على ضوء الحرب التجارية المحتملة وهذا ما من شأنه أن يبقي الآفاق ضعيفة للطلب على الخام في العام المقبل.
اقرأ: أسعار النفط بين قوة الدولار والأحداث الجيوسياسية
في حين أن الخطوات التي قد يتخذها ترامب بشأن السياسات التجارية الحمائية غير مؤكدة على وجه اليقين وقد يكون التلويح بها في الحملة الانتخابية سابقاً في إطار الضغط لتحصيل شروط تجارية أفضل لصالح الولايات المتحدة.
على جانب آخر، فإن المكاسب التي يحققها الدولار الأمريكي على ضوء المخاوف حول ارتفاع التضخم وبقاء أسعار الفائدة مرتفعة مطولة تضغط من جانب آخر على أسعار النفط المقوم بالدولار للتراجع.
حيث أن الأمل حول إمكانية خفض أسعار الفائدة في يناير المقبل من قبل الاحتياطي الفيدرالي يتقلص تدريجياً على مدار الأسابيع الفائتة ولم تعد تتوقع الأسواق سوا باحتمالية 14% أن يتم تخفيض المعدلات بمقدار ربع نقطة مؤية، وفق CME FedWatch Tool.
اقرأ: النفط يتأثر بالمخاوف الاميركية والعالمية
في المقابل، وعلى الجانب الصعودي، فإن المخاوف المتزايدة هذا الأسبوع حول خروج الصراع ما بين روسيا وأوكرانيا عن السيطرة في ظل التصعيد المتبادل غير المسبوق قد يحفظ لأسعار الخام علاوة التوتر الجيوسياسي.