ضمن احتفائه السنوي بالإسهام الاستثنائي والعطاء الثقافي والفني للأفراد والمؤسسات وتماشياً مع دعمه لكافة أشكال الفنون، يواصل مهرجان أبوظبي تكريم منجز المبدعين الرواد من جميع أنحاء العالم. وفي لقاء أقيم مساء أمس بحضور معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح وراعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الجهة المنظمة لمهرجان أبوظبي، وبحضور سعادة هدى إبراهيم الخميس، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وسعادة برناردينو ليون، المدير العام لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، تم تكريم الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي “فتاة العرب” (1920- 2018) لدورها الثقافي الاستثنائي وإسهاماتها المتميزة التي أثرت المنجز الشعري في دولة الإمارات، كما تم تكريم أكاديمية بارنبويم ـ سعيد ممثلةً بالسيدة مريم إدوارد سعيد، تكريماً لإنجازات المؤسسة الملهمة في مجال تعزيز الفنون.
قدّم معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان الجائزة التي تُمنح بالتعاون مع شوبارد، إلى الدكتور حامد السويدي، تكريماً لمسيرة (فتاة العرب) الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي كونها من رواد الشعر النبطي الإماراتي والتي عرفت سابقاً باسم (فتاة الخليج) حتى أهداها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ديواناً شعرياً وكتب عليه أبياتاً مهداة لها وصفتها باسم (فتاة العرب) وهو اللقب الذي لازمها حتى اعتزلت الشعر في أواخر التسعينيات واقتصرت أشعارها على مدح الرسول.
كما قدم معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان جائزة مهرجان أبوظبي لعام 2019 إلى السيدة مريم سعيد نائب رئيس مؤسسة بارنبويم ـ سعيد بالولايات المتحدة، وزوجة الأديب والمفكر والناقد الأدبي الأمريكي من أصل فلسطيني الراحل إدوارد سعيد، وذلك عرفاناً وتقديراً لجهود تلك المؤسسة العريقة والتزامها الذي لا يحيد عن قضايا السلام والعيش المشترك والحوار بين الثقافات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال إعلاء قيم التعايش السلمي عبر مختلف أشكال الموسيقى والثقافة والاستمرار في تعزيز مسارات وحوارات الدبلوماسية الثقافية.
قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: (إنّ جائزة المهرجان تترجم رؤيتنا الثقافية في تقدير التميز الثقافي والفني وترسيخ مكانة الإمارات كحاضنة للإبداع وعاصمة للثقافة والفنون، حيث تحتفي الجائزة بقامة شعرية إماراتية ذات مكانة راسخة في المنجز الثقافي الإماراتي، تركت لنا إرثاً أدبياً نحفظه لأجيالنا القادمة، كعلامة ريادة ثقافية وفكرية ملهمة لا تُنسى).
تابعت سعادتها: (كما يمنح المهرجان جائزته لأكاديمية بارنبويم – سعيد احتفاءً بمنجزها الرائد في بناء جسور التلاقي وتعزيز الحوار الثقافي والسعي لأجل السلام والاستثمار في الشباب وتعليم الموسيقى من خلال مبادراتها العديدة التي تأتي في مقدمتها فرقة أوركسترا الديوان الغربي والشرقي، هذه الأكاديمية الرائدة التي نتشارك معها مبادئ التفكير الإبداعي ورسالة التواصل الإنساني عبر الفنون والموسيقى).
تعليقاً على تسلمها جائزة المهرجان، قالت السيدة مريم سعيد: (تعتبر الثقافة والفنون والموسيقى والتراث والتقاليد التي تميز وتوحد إنسانيتنا، عناصر قادرة على فتح الكثير من الأبواب المغلقة لاكتشاف العالم من حولنا، وتعزيز رغبتنا كبشر في مشاركة كل ما من شأنه توحيدنا تحت مظلة الإنسانية. فقد أثبتت الثقافة منذ فجر التاريخ أنها قادرة على بناء جسور التواصل وإلغاء الحواجز بين البشر، وبالنسبة لكل الملتزمين بالثقافة والفنون وإيجاد الفرص القادرة على إخراج مكنون القدرات الثقافية وخصوصاً الموسيقى، فإن متعتهم الحقيقية تكمن في إثراء قيمة الحوار الإنساني والتعايش المشترك).
قال الدكتور حامد السويدي بهذه المناسبة: (الوالدة عوشة بنت خليفة السويدي (فتاة العرب) مثال المرأة العربية الأصيلة نهلت العلم و الدين منذ نعومة أظافرها. نثرت و أبدعت كنز نفخر به لأجيالنا).
صرّحت كارولين شوفوليه، الرئيس الشريك والمدير الفني لدار شوبارد، بقولها: (تقديراً لمساهمتها الفنية والثقافية خلال مسيرة حياتها، تفخر دار شوبارد بتقديم هذه الجائزة للشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي، التي كانت تمثل رمزاً مؤثراً في الأدب والحكمة والشعر).
أضافت شوفوليه، الرئيس الشريك والمدير الفني لدار شوبارد: (تفخر دار شوبارد بتكريمها لأكاديمية بارنبويم-سعيد لمساهمتها في الثقافة الموسيقية والفنون من خلال دعم الفنانين في الشرق الأوسط وبلاد المهجر، وذلك باعتبار الفنون والموسيقى تمثل حواراً عالمياً لا ينقطع بين جميع الأجيال، فلطالما آمنت شوبارد بأن الفنون الإبداعية تمثل جزءاً من مصادر البهجة الإنسانية).
كانت أكاديمية بارنبويم ـ سعيد قد تأسست عام 2015، استكمالاً لتاريخ طويل وممتد لفرقة “أوركسترا ديوان الغرب والشرق”، التي تأسست بغرض توحيد الموسيقيين الشباب العرب من الدول العربية وأوروبا، واستكملت الأكاديمية دورها في تقديم الفرص ومصادر الإلهام للأجيال الصاعدة من المبدعين في مجال الموسيقى، انطلاقاً من إيمانها بأهمية تعليم الموسيقى المقترن بالمعرفة الثقافية الإنسانية.
يستمر البرنامج الرئيسي لمهرجان أبوظبي في تقديم أمسياته الاستثنائية للجمهور، ويقام يوم 21 مارس بعرض بعنوان (الظلال) (سومبراس)، تم تصميمه خصيصاً بمناسبة الذكرى العشرين لفرقة سارا باراس لباليه الفلامينكو. وذلك قبل أن يختتم المهرجان فعاليات برنامجه الرئيسي على مدار يومي 29 و 30 مارس بحفل لفرقة باليه دار أوبرا باريس بعنوان (جولز) لجورج بالانشين.