أطلقت شيرين عبد الوهاب أغنية (يا بتفكر يا بتحس)، والتي ستعتمد كتتر لمسلسل الثلاثي نادين نجيم وقصي الخولي ومعتصم النهار (خمسة ونص).
الأغنية تحتل المرتبة الثانية بلائحة ال(Trending) بعد أغنية ناصيف زيتون (أزمة ثقة)، والتي غناها ضمن أحداث مسلسل (الهيبة-الحصاد) بالجزء الثالث.
إقرأ: الهيبة يحصد أول نقاطه بوجه خمسة ونص
شيرين غنت للمرة الأولى باللهجة اللبنانية، أغنية رائعة كتبها الشاعر اللبناني الرائع علي المولى، تناقش طمع الإنسان في الحصول على كلّ ما يرغب به، وصراعه بين مشاعر القلب وأحكام العقل، وليس غريبًا عليه أن يبدع مرة أخرى ويكتب قضايًا لافتةً غير مستهلكة عبر كلمات وأبيات غير مستنسخة عن أغنيات الآخرين.
الألحان المميزة لصلاح الكردي، والتوزيع الماهر لجيمي حداد، الذي وزع الجمل الموسيقية بطريقةٍ جميلةٍ، جعل شيرين تتنقل بين عدّة طبقات صوتية، وكان إحساسها طاغيًا على الأداء كعادتها، ولم تحتاج لأن تصرخ كغيرها لتجعل المستمعين يُبهرون بجمال صوتها.
لا نصدق إنها المحاولة الأولى لها بغناء اللهجة اللبنانية، فإتقانها للفظ الكلمات ثم مخارج الحروف أتى صحيحًا بنسبة ٨٠٪ تقريبًا، ما يُعد إنجازًا كبيرًا لفنانة مصرية، ونتشوق لسماع جديد آخر لها باللهجة نفسها، لأننا نعرف إنها ستصيب أكثر بنطقها.
- تتجلى بخامة صوتها جمال نهر النيل وعنفوان أبو الهول، ربما نتهم بالمبالغة بتوصيفاتنا (معكن حق!) لكننا نتحيز لفن هذه الإنسانة التي كسرت حدود الجغرافيا، وكانت من أوائل الفنانات المصريات اللواتي وصلن إلى لبنان بلهجتهن عند بداية الألفية الثالثة، قبل إنتشار الإنترنت ووسائل التواصل… شيرين تشعرنا بمصريتها من صوتها، وبحبها لبلدها من خلال أدائها، ومن يراقب نطقها لبعض الحروف مثل (الجيم) وكسرها للألف ووضعها الشدة على كلمة (تبيّن)، يعرف إنها ليست لبنانية، لكن لا يمتعض أثناء إستماعه لها، لأن ذلك لم يشكلّ عاملًا مؤثرًا بشكل سلبي على أدائها الجميل، ولم يعيق فهمه لكلمات الأغنية، لتنجح بمهمتها.
- ربما هذا عامل نجاح الأغنية الأول: شيرين المصرية تغني اللهجة اللبنانية دون أن تفقد هويتها وتضطر للتصنع، تغني كما أحبها الناس، حتّى إنها لم تعدل على طريقة الأداء، فإستخدمت العرب التي نحب بصوتها ببعض الجمل الموسيقية: كررت ما نحبّ، وهذا ليس عيبًا! غنت لأنها مصرية تحب لبنان ولا تتخلى عن جنسيتها وجنسية صوتها لأجله، ولأنها تعشق وتقدر تراثه الفني كما كانت تقول دائمًا، لأنه دون شك لا يقل شأنًا عن تراث بلدها الغنائي، ولأن اللهجة اللبنانية تشكلّ إضافةً لأي مغني عربي مهما ترفّع!
عبدالله بعلبكي – بيروت