على مدار أربع سنوات متتالية، قدمت الممثلة والكاتبة اللبنانية كارين رزق الله، بطولة كل من (قلبي دق)، (مش أنا)، (لآخر نفس) و(ومشيت) ولم تشارك فقط في البطولة بل كتبت المسلسلات، وفاجأت الجميع رغم أنها كانت كتبت مسلسلاً تلفزيونياً العام 2001 نال نسبة مشاهدة عالية جداً آنذاك، (حلوة وكذابة) من بطولة زياد برجي وداليدا خليل.
كارين برهنت للجميع أنها ليست ممثلة كوميدية وحسب، بل تستطيع تقديم كل أنواع الدراما فتعيش الحالة، وتتقمّص الشخصية بنجاح. وأكثر من يميّز كتاباتها، الغموض الذي يسيطر على أي مسلسل تكتبه، لها مفرداتها المميزة وتتكلم بلسان الشارع ولا تستخدم المصطلحات البلاغية أو الأدبية. ولا يمكننا معرفة نتيجة أو أسباب الأحداث كما أغلبية المسلسلات اللبنانية التي نعرف نهايتها منذ الحلقات الأولى.
تستخدم بطلة (ومشيت) التشويق، وتحفّزنا على متابعة مسلسلاتها، وهذا ما بدا واضحاً في مسلسل (انتي مين) في رمضان 2019 والذي يعرض على شاشة الـ MTV اللبنانية. تركتنا لنحلّل العلاقة التي ستجمعها لاحقاً مع عمار شلق وما إذا سيكون أخيها أم لا.. وسبب إدمان والدها على الكحول، والكآبة التي تعيش بها وأدّت إلى محاولتيْ انتحار.
هذه النوع من الكتابات، تجعلنا نتمسّك بمسلسل (انتي مين) لنعرف كل التفاصيل، وما إذا كان الإنتحار دائماً هو أفضل الحلول، أم مواجهة الواقع كي يخفف الآلام.. وما علاقة الحرب اللبنانية بمأساة والدها
كارين رزق الله كاتبة من الطراز الرفيع، والدراما اللبنانية بحاجة لكتّاب وكاتبات كما كارين، بعدما غاب المبدعون عن الكتابة أمثال شكري أنيس فاخوري. والأهم أنها تنافس المسلسلات العربية المشتركة ذات الإنتاج الضخم، على الرايتنغ، وأعادت أمجاد الدراما اللبنانية القديمة التي كانت تطرح بإنتاج خفيف لكنها تدخل إلى بيت كل اللبنانيين ومثال على ذلك (المعلمة والأستاذ، فرقة أبو سليم) وغيرهما.
سارة العسراوي – بيروت