إنه قصي خولي، الممثل السوري الذي أبدع بأغلبية أدواره، ورفض إلا أن يكون نجماً من الصف الأول، نتذكره في مسلسل (أبناء القهر) حين بكينا معه وتعاطفنا معه ووقفنا ضد الحياة التي عاكسته لتصنع منه مجرماً.
أعماله تصاعدت، حتى بات من النجوم الذين ننتظرهم كل عام، وحين يغيب قصي نشعر بنقص تام، نفتقد للإبداع، ولشخص حفر بيديه ليتربع على عرش النجومية، والأهم من كل ما ذكرناه أنه لا يزال متواضعاً جداً، رافضاً للغرور الذي أصاب الأغلبية، وأقرب لنجوم هوليوود من حيث الأداء التواضع وتعامله مع أصدقائه ويتنافس معهم بطريقة محترمة بعيداً عن المنافسة غير الشريفة والمحتدمة.
قصي أو غمار الغانم في مسلسل (خمسة ونص) لرمضان 2019، يجعلنا نقف أمام هيبة حضوره وأدائه فيستخدم كل حواسه ولغة جسده، يعمل على أدق التفاصيل، نبحث عن خطأ صغير بأدائه، فنجد أنفسنا أمام وحش بالتمثيل، ونردد جملة (يخرب ذوقك يا قصي).
كل حلقات (خمسة ونص) التي عرضت حتى الآن، أذهلتنا وجذبنا قصي بتأديته للشخصية نتعاطف معه ومع الحزن بعينيه ونكاد نصدق أنه كذلك في حياته الشخصية لأنه تقمّص الدور وعاشه.
ابداع ما بعده ابداع لبطل مسلسل (خمسة ونص) الذي يلعب بحبال ونبرة صوته، بنظرات عينيْه، بتعابير وجهه الصادقة.. كم نحتاج في عالمنا العربي لنجم كقصي إن من حيث الشطارة أم الأخلاق.
سارة العسراوي – بيروت