تعرّت النجمة العالمية مايلي سايرس بكليبها (Wrecking Ball) منذ سنوات، ما دفع المتابعين في الغرب إلى انتقادها ومطالبتها العودة إلى الصورة النمطية التي حفظت بها بسلسلة (Hanna Montana)، كفتاة بريئة ترتدي لباسًا قصيرًا لكن لا تتحول لممثلة اباحية وتقدم ايحاءات جنسية بحفلاتها.
المستمعون في أميركا ودول الغرب لم يعترضوا لشرفها ولم يسيئوا لسمعتها ولم يكفروها دينيًا وزعموا إنها خالفت الشرائع المسيحيية، ولم يخرج راهبٌ يحلل دمها ولا يتهمها بالفجور.
هؤلاء متصالحون مع أنفسهم، من يريد الاباحية يشجع الممثلة الاباحية التي تتمتع بقاعدة جماهيرية هناك، وتمشي بالشوارع كما تريد دون أن يتعرض أحد لها، أما من يعارضها فلا يقترب منها ولا يتابعها ولا يشاهدها خلسةً ويترك للآخر حرية دعمها أو تجاهلها، ومن يريد فنًا يصفق للموهوبات ويستمع لأصواتهنّ ويستمتع بأدائهنّ ولا ينظر كثيرًا نحو فساتينهنّ المكشوفة!
الثقافة الفنية والنقدية التي يتمتعون بها ليست موجودة في الشرق العربي الذي تغلب عليه الأفكار المتطرفة والمتناقضة ما يجعلنا نُصنف كدول عالم ثالث، هنا الممثلة التي ترتدي المايوه أو شورتًا قصيرًا يشتمونها ويكفّرونها لأنها أظهرت جسدها، وان ارتدت الحجاب بلقطةٍ أو أدت مناسك العمرة يشتمونها من جديد ويعتبرون ذلك غير كافٍ ويطالبونها اعلان توبتها.
إن أعلنت توبتها واعتزلت، يعايرونها بماضيها وكأن الفن وصمة عار وكانت تعمل ببيت عارة يقصدونه معظمهم خفاءً، وعندما تقرف منهم وأفكارهم المتشددة ويكرّهونها الدين وتعود للفن كحلا شيحا مثلًا، يرجمونها ويذكرونها بالصفاء الذي كان داخلها أثناء فترة الاعتزال، مع أنهم لم يتحدثوا يومًا عنه بل كانوا يلتهون برجمها!
العربان ينقسمون حتّى سياسيًا إلى صفين: السني يحب صدام حسين ويكره بشار الأسد، الشيعي يحب بشار الأسد ويكره صدام حسين، وكلاهما ينتميان إلى ذات الخط السياسي والحزب، ويمتلكان نهجًا فكريًا متقاربًا!
مع كل هذه التناقضات والعيوب التي تصيبهم، ما زلنا نتأمل أن ننتصر على الغرب ونعيد فلسطين، ونصلي داخل المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة!
https://www.instagram.com/p/B0F4InCgER1/
عبدالله بعلبكي – بيروت