في عام 2012 شاهدتها في المسلسل اللبناني (روبي)، وأبهرتني بقدراتها التمثيلية الرائعة، وكنت يومياً أتابع مشاهدها بشغف، وتأثرت كثيراً بمشهد وفاتها في المسلسل، حتى أنني شعرت أن العمل فقد جزءً ضخماً من قيمته بانتهاء دورها.
والآن وفي 2019، يتجدد اللقاء مع الممثلة اللبنانية الرائعة تقلا شمعون، التي أتابعها حالياً عبر مسلسل (عروس بيروت)، بطولة ظافر العابدين، وكارمن بصيبص.
الدور الذي تلعبه تقلا في مسلسل (عروس بيروت) هو الدور الذي لعبته واحدة من أهم ممثلات تركيا والعالم، إيبيك بلجين، (أسماء سلطان) التي لعبت دور الأم وأذهلتنا كما العادة في أداء دور مركب، لشخصية معقدة تعاني من مشكلة الفوقية، وحب التملك، والخوف على مركزها وأولادها، إلى جانب مركبات وأبعاد نفسية كثيرة لأم برجوازية تزوجت تبعًا للتقاليد وهجرت حبيبها مات زوجها فربت أولادها الشباب كلهم وحدها واعتقدت أنها تملك الثروة ومعها الأبناء.
وهذا دور يصعب على أي ممثلة فهمه وإن فهمته فيصعب أداؤه.
منذ الإعلان عن خبر أداء تقلا للدور راهن الكثيرون على نجاحها بالمقارنة مع إيبيك بلجين، لكن الكثيرين أيضًا راهنوا على فشلها باعتبار أن ميديا بعض العرب تصر على الترويج أن ممثلات لبنان لا تملكن الموهبة التي تملكها المصريات والسوريات!
تقلا بينت عن قدرات إضافية بل قدرات هائلة في أي شخصية تلعبها، وفي (عروس بيروت) تجسد الدور الصعب الذي يحتاج إلى ممثل مثقف ومالك لكل الأدوات.
تسخّر تقلا تعبيرات وجهها وتجيد اللعب على لغة الجسد ببراعة شديدة، فنجدها في بعض المشاهد تمثل فقط بتعبيرات وجهها ونفهم ما تريد إيصاله لنا.
تتفوق النجمة اللبنانية القديرة على كل من حولها في المسلسل، وأي ممثل يقف أمامها يصبح كالتلميذ الذي يقف أمام معلمه في المدرسة، وبالتأكيد تفوقت تقلا أيضاً على نفسها في هذا العمل، فهي دائماً ما تطور من أدائها الرائع من عمل لآخر، ولا تقف أبداً في نفس المرحلة، بل تتجدد وتتميز باستمرار.
تقلا شمعون كم يفخر بكِ لبنان .. وكم نفخر جميعنا بكِ في عالمنا العربي كله!
دينا حسين – القاهرة