عيسى جنيد الحمد، مواطن سوري مقيم في لبنان ويعمل كناطور زار مكتبنا والتقى بالزميلة نضال الأحمدية وطلب منها أن يروي قصته بعدما اختفت زوجته فجأة منذ أسبوع ويجهل مصيرها، وهذه تفاصيل قضيته:
- عيسى أنتَ مواطن سوري كناطور في لبنان، اختفت زوجتك منذ أسبوع تقريبًا وقلت لي لا تعرف إن هربت مع عشيقها أو قُتلت أو أختُطفت، ولديك ثلاثة أولاد الأول عمره ١٠ سنوات والثاني سبعة والثالث أربعة ولم تسجلهم حتّى اللحظة في المدرسة لأنك تبحث عن مدرسة مجانية.. قصتك غريبة أخبرنا!
اتصل بي رجل مجهول يوم الأربعاء أي قبل اختفاء زوجتي بيوم وقال لي إن التسجيل يبدأ الخميس أي اليوم بعده عند الساعة الثامنة صباحًا، وطلب مني أن أتي لمدرسة سنة الفيل وهذا ما حدث.
- كيف عرف أن لديك أطفال ولم تسأله؟
هذا ما أود معرفته سيدتي، عرف اسمي وتفاصيل عن حياتي. في اليوم الثاني ذهبت زوجتي عند الساعة الثامنة صباحًا تقريبًا، وارتديت ملابسها الاعتيادية بينما بقيت أوراقنا القانونية من كرت الدخول وغيره معي.
- أنتَ نازح أو سافرت لتعمل؟
أنا أعمل كناطور، ومسجل في الأمم المتحدة كنازح.
- نازح وتعمل؟ هل تعلم أن ما تفعله غير قانوني؟
لا أعرف.
- رأيتها بعدما خرجت من المنزل وما أخذت معها؟
فقط أجرة الطريق وحقيبة اليد، ولم تأخذ معها أي شيء آخر.
- لم تراقبها؟ هل يمكن أن تكون متفقة ربما مع ذلك الرجل لكي يؤمن خروجها من المنزل بهذه الطريقة الغامضة؟
شككت طبعًا والله يعلم.
- هل لاحقت الرجل قضائيًا؟ ما اسمه؟
القضية أصبحت بعهدة الأمن العام اللبناني ورقمه معهم، اسمه حسن.
- اسمه حسن وفتح مدرسة في سن الفيل؟!
حسن سوري وحسب ما قاله لي فإن امرأة زعمت إنها صديقة زوجتي طلبت منه أن يعطيها هاتفه لكي تتصل وتبلغنا بضرورة التسجيل في هذه المدرسة.
- هل لدى زوجتك صديقات؟
عندما كانت تذهب وتبحث عن مدرسة متاحة لتسجيل أولادنا كانت تتعرف على نساء أخريات وتسجل أرقامهن للتواصل معها في حال أجدن مدرسة مناسبة.
- إذًا خرجت زوجتك من المنزل واختفت!
نعم وقبل أن تختفي اتصلت بي عبر (الواتس اب) عبر رقمها السوري بعد ثلاث ساعات غياب، لأن لا رقم لبناني معها.
- كيف حصلت على خدمة (الواي فاي) خارج المنزل، في لبنان لا نعطي خدمة الاتصال المنقولة (hotspot) سوى للأصدقاء المقربين!
هذا ما أريد معرفته، كيف حصلت على الانترنت!
- بما تحدثتما؟
أبلغتني إنها قابلت المديرة وطلبت مني أن أهتم بالأطفال وأرتب الغرفة، وبعدها انقطع التواصل تمامًا.
- هل يمكن أن تكون اختُطفت قُتلت؟
ممكن.
- ما اسمها؟ مواليدها؟ أين أهلها؟ هل لديك صور لها؟
نعم، اسمها وسيلة عبدالله الأحمد، مواليد ١٩٩٠، أهلها في دير الزور في سوريا وهي ابنة خالتي، ويشعرون بالخوف عليها جدًا.
- هل لديك أو لأهلك أو أهلها أي انتماء سياسي؟
كلا، نحن كلنا على الحياد.
- لاحظت أشياءً أو تصرفات غريبة عنها صدرت قبل اختفائها؟
كلا نحن نحب بعض جدًا ونتمشى كل يوم صباحًا رفقة أولادنا عند الساعة السادسة، ونتصور سويًا.
- هل تحبك؟
جدًا تحبهم وتحبني ولا تستطيع الاستغناء عننا، لذا أرجح إنها مجبرة بابتعادها وليس بخيارها الشخصي.
- اذا اختُطفت!
ربما وقعت بين أيدي مافيات تجارة الأعضاء.
- هل لديك مشاكل مع أحد؟
أبدًا.
- قصدت النيابة العامة وأبلغتهم بكل شيء؟
نعم ويراقبون كاميرات المراقبة التي تعرض الشوارع المحيطة بنا، لنعرف بأي سيارة صعدت وأين النقطة الأخيرة التي تواجدت بها قبل اختفائها.
- خطر على بالي سؤال، كيف عرفت أين تقع تلك المدرسة في سن الفيل؟
مدارس السن الفيل، وسبق وذهبت لهناك.
- هل وكلت محاميًا؟
نعم واسمها ديالا، وتدعمني دون مقابل.
- أمامك آلاف المتابعين وكافة الجهات المسؤولة وهذه قضية إنسانية وأخلاقية، وجّه لهم رسالةً!
أطلب من الدولة اللبنانية مساعدتي للكشف عن مصير زوجتي.
- هل هذا يحدث مع سوريين آخرين؟
نعم وسمعت منذ شهر بقصة مشابهة عن زوجة اختفت بطريقة مشابهة.
- ماذا يقول لك الأولاد؟
(يبكي) دائمًا يسألونني عنها، وأرد إنها في المستشفى، وأهتم بهم وإن لم تعد زوجتي سأعود إلى سوريا فلا أستطيع العمل والاهتمام بهم بنفس الوقت.
- لمَ لا تلجأ للأمم المتحدة، يعينون لك محاميًا؟
نعم وأريد مساعدتكم.