أطلق مدير قنوات (أم بي سي) العميد علي جابر موقفًا جريئًا يتهم فيه حزب الله بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية على قمع الانتفاضة اللبنانية وفرض حكومة حسان دياب الجديدة التي نالت الثقة منذ أيام من مجلسٍ لا يثق به الشعب.
كان غاضبًا بسبب تعدي الجيش والقوى الأمنية على المتظاهرين السلميين الذين حاولوا منع النواب من الوصول إلى ساحة النجمة لحضور جلسة المهزلة.
كتب: (التفسير السياسي لنزول الجيش بهذه القسوة و بهذا العدد ضد الثوار هو ان حزب الله الذي يتاثر الجيش بموقفه بسبب طموح قائده الرئاسي، والولايات المتحدة الاميركية الذي يتاثر الجيش بسياساتها كونها المزود الوحيد لعتاده، كلاهما قد اتفقا على فرض الحكومة على لبنان وفرض الثقة).
هذا الموقف يعد الأجرأ لعلي على الإطلاق منذ بداية الثورة اللبنانية، أي منذ 17 تشرين الأول من العام المنصرم، وكان دائمًا يهاجم الطبقة الحاكمة بكلّ أحزابها دون استثناء (كلن يعني كلن)، لكنه هذه المرة حدّد حزب الله، ما يعني إنه يعده العنصر الأقوى على الساحة السياسية اللبنانية، وإنه المسؤول عن بقاء نهج المحاصصة والزبائنية واستمرار تفشي الفساد.
العميد من أبناء الطائفة الشيعية الذين يمثل حزب الله غالبيتهم مع حركة أمل، وكلاهما يشكلان ما يُسمى بالثنائي الشيعي، ما يعني إنه خلع عباءته الحزبية، أو أنه يومًا لم يقتنع بحزب الله كفيصل مقاوم يدافع عن الأراضي اللبنانية دون غايات أو أجندات سياسية، ويعادي الأميركيين الذين يناصرون الصهاينة الذين حاربهم مرتيْن!
فهل يظنّ جابر إن كل ما يدعيه حزب الله من شعارات قومية ووطنية ليس أكثر من ضحك على الذقون ومحاولة استعطاف اللبنانيين، لتنفيذ خطط إيرانية خارجية تهدف إلى تقسيم الشرق العربي؟
عبدالله بعلبكي – بيروت