انتهت أمس العروض المباشرة لبرنامج (ذا فويس كيدز) بفوز الطفل السوري محمد إسلام، الذي ينتمي لفريق نانسي عجرم، على المصرية ياسمين من فريق محمد حماقي، واللبناني محمد إبراهيم من فريق عاصي الحلاني.
الحلقة كانت منظّمة بشكل احترافي، ولم تظهر أي من الأخطاء التقنية، وغنى المشتركون الصغار أغنياتهم التي لم تتجاوز مدتها الدقيقتيْن، فيما سُمح لأعضاء لجنة التحكيم أن يعلّقوا لدقيقة فقط، لكي لا يطول العرض ما يصيب المشاهدين بالملل.
المذيعة أنابيلا هلال نجحت في مهمتها كمذيعة جميلة ومثقفة وتعي كيفية التواصل مع الجمهور وإدارة الفقرات بثقة، مع أنها تقدّم (ذا فويس) لأول مرة بعدما أشتُهرت بتقديمها (آراب أيدول)، وطبيعة البرنامجيْن مختلفة تمامًا، ما يعني إنها تدربت كثيرًا واجتهدت ولم تتكئ على خبرتها السابقة، لتجيد أداء دورها على أفضل صورة.
عاصي الحلاني ومحمد حماقي انضما لأول مرة من هذه النسخة من ذا فويس، بعدما كانا أطلّا عدّة مرات عبر نسخة الكبار منه، والبعض توقع ألا يملآ مكان العراقي كاظم الساهر والمصري تامر حسني الذين جلسا على كرسيْهما في الموسميْن السابقيْن، لكنهما فاجآ الجميع وأظهرا قدرة عالية على التواصل مع الأطفال والتعامل معهم وجذبهم لصفوفهم.
نانسي عجرم التي سجّلت حضورها في كلّ المواسم كفنانة أنثى وحيدة بين رجليْن، أصبحت عامودًا أساسيًا في البرنامج، وأصبح كلّ الأطفال يعشقون براءتها وعفويتها، ورغم سنها الثلاثيني إلا أننا ننسى أحيانًا أنها تجاوزت العشرين حتّى، فنلحظها تلعب وتركض وترقص وتضحك كأنها طفلة لم تكبر دون أن تتصنّع أو تتزلّف.
حلقة أمس شهدت تنافسًا كبيرًا بين ٦ مواهب، وصلت ثلاث منها إلى النهائيات، وأطربتنا جميعها وأبعدتنا قليلًا عن مآسي الحروب والظروف الاقتصادية والمعيشية والسياسية والصحية الصعبة التي تمر علينا كعرب ولبنانيين تحديدًا.
كلّ المواهب غنت للعمالقة، أي أغنيات الزمن القديم، ما عدا محمد إبراهيم الذي أدى لملحم زين (ممنونك أنا) بإتقانٍ، فيما أبدع محمد إسلام حين غنى لصابر الرباعي برائعته (يا عسل).
غالبية المتابعين الذين شاركوا بآرائهم عبر (السوشيال ميديا) توقعوا فوز محمد إبراهيم (فريق عاصي الحلاني) رغم شدة المنافسة، وأُجريت عدة استفتاءات على مواقع وصفحات تضم الملايين، وكلها تفوّق بها الطفل اللبناني على منافسيْه المصرية والسوري، لكن النتيجة أتت مفاجئة للجميع بحصد محمد إسلام اللقب لتفوز نانسي عجرم لأول مرة بالمشاركة الثالثة لها بالبرنامج، بعدما حصد كاظم الساهر اللقب مرتيْن متتاليتيْن.
الكثيرون أبدوا سعادتهم بفوز إسلام، لكن الكثير من الشكوك أيضًا طُرحت أمس حول نزاهة عملية التصويت والبعض ظنّ أن (أم بي سي) أرادت مصالحة نانسي عجرم مع البعض من السوريين الذين يهاجمونها باستمرار، بعدما أقدم زوجها د. فادي الهاشم على قتل لصّ سوري اقتحم منزله وكاد يخطف بناته.
النجمة اللبنانية ليست بحاجةٍ أصلًا لمصالحة أولئك العنصريين، الذين رفضوا التصويت لطفلٍ يحمل اسم بلادهم فقط لأنه من فريقها، لذا لا نرى الشكوك حقيقية لأن:
- أم بي سي وإن أرادت التدخل بنتائج التصويت، لا تعتمد على مصالح الفنان الذي يجلس على كرسي لجنة التحكيم ويتقاضى من إداراتها مئات آلاف الدولارات، بل على مصالحها الخاصة والجهة التي تتبع لها.
- ليست المرة الأولى التي يضم فيها فريق نانسي طفلًا سوريًا في النهائيات، فسبق أن ضمّ في الموسم الأول زين عبيد، والثاني يائيل قاسم.
- نانسي لم تفز في الموسميْن السابقيْن، ومن الطبيعي أن ترتفع مؤشرات تحقيقها اللقب هذا الموسم وإلا تخسر بذلك لثلاث مواسم متتالية، وهذا لم يحدث في تاريخ برنامج ذا فويس إلا مرة مع صابر الرباعي.
- النجمة اللبنانية يومًا لم تبذل مجهودًا لمصالحة العنصريين الشتامين، بل أكملت مسيرتها وطرحت أغنية (قلبي يا قلبي) وحصدت عبرها نجاحًا هائلًا، وكانت أحيانًا تعيد نشر التغريدات التي يهاجم عبرها جمهورها والصحافيون كلّ المدافعين المتطرفين عن القتيل، ما يعني أنها لن تسقط رأسها أمام الذين اعتادوا أن يعيشوا عقدة الاضطهاد، ولأنها صاحبة حق وزوج بطل دافع عنها وعن بناتها.
- لا تتطابق دائمًا نتائج استفتاءات (السوشيال ميديا) المجانية مع نتائج التصويت الفعلية التي تحتاج لأن تدفع مبلغًا كلّ مرة تصوت بها.
- سبق للين الحايك اللبنانية إن فازت بلقب الموسم الأول، ما يجعل احتمالية فوز لبناني آخر باللقب بعيدة.
- اللبنانيون منشغلون تمامًا بالأحداث السياسية والظروف المعيشية القاهرة التي تمر عليهم، وقلّة منهم يتجه للتصويت في مثل هذه الظروف، عكس سوريا التي بدأت تتعافى بعد حرب مدمّرة استمرت لمدة ٩ سنوات.
عبدالله بعلبكي – بيروت