كنت كباقي المشاهدين، أضن أن الممثلات والفنانات اللاتي تقمن بأداء مشاهد إغراء في أفلام السينما، عاهرات في حياتهن الطبيعية، لم أكن أفرق بين الممثلة في عملها، وكيف تعيش في حياتها، مع أسرتها بعيدًا عن الأضواء.
اليوم أنا نادم على إتهامهن بهذه الصفة القبيحة، حتى ولو كان الامر بيني وبين نفسي، لأن لا أحد أخبرني عن أخلاقهن قبل أن أبدأ عملي في الجرس، الآن وبعد الاختبار اليومي ومنذ أن إنضممت لأسرة مجلة الجرس اللبنانية، تعرفت على مجموعة كبيرة من نجمات لبنان والوطن العربي، تحدثت مع بعضهن طويلاً، هناك من حكت لي مشاكلها مع الصحافة، وهناك من فضفضت لي وبكت بسبب مشاكلها العائلية، وإحداهن مرت بحالة اكتئاب بسبب وزنها، والعديد من القصص التي لا تنتهي والتي ستبقى سرًا لن يخرج أبدا إلى العلن، لأنهن طلبن ذلك ونحن هنا لا نقتنص الأسرار.
إحداهن غيرت مفهومي، زرعت في أمورًا عديدة لم أكن أخذها بعين الإعتبار، رغم نجوميتها في بلدها والعالم العربي، التي تضاهي نجمات هولييود، لكنها كانت بسيطة معي كأنها أفقر إنسانة على وجه الأرض، لم تحاول التباهي بثرائها، بل كانت تحدثني مطولاً وكأني أحد أفراد عائلتها.
إكتشفت أن هذه الفنانة التي قدمت أدوارًا جريئة، مؤمنة الى أبعد الحدود، عندما كنت أحس بالضيق أحيانا فتنصحني بسماع وترداد بعض أيات القرأن، وتمطرني بوابل من الأدعية التي تفيديني في حياتي اليومية، وآخرتي بفضل الحسنات التي تترتب على ترديدها.
بفضلها أصبحت أصلي صلاة الفجر يوميًا، لأنها كانت تواضب على صلاتها، علمتني الإمتناع عن قول بعض العبارات التي تنتج طاقة سلبية، والعديد من النصائح التي حولتني من طفل إلى رجل بمعنى الكلمة.
هذه النجمة الجميلة التي أمتنع عن ذكر هويتها، علمتني التدين أكثر من رجال الدين، رغم أن مظهرها لا يوحي بذلك لبعض المتخلفين الذين يؤمنون بالمظهر ولا يؤمنون بالباطن، لكني أحمد الله كثيرًا لأنه رب قلوب ونفوس وليس رب مظاهر لأنه الوحيد الذي يستطيع رؤية داخلها الطاهر النقي.