نهاية العالم أو القيامة أمور تدرس في الشريعة الإسلامية، ضمن فرع يسمى علم الأخرويات الإسلامية، كما يسمى في بعض الديانات والحضارات الأخرى علم الإسخاتولوجيا، وهي جزء من اللاهوت والفلسفة يهتم بما يعتقد أنه الأحداث الأخيرة قبل نهاية العالم. في عدة ديانات تشير الإسخاتولوجيا إلى عدة أحداث مستقبلية متوقعة في النصوص المقدسة أو الفلكلور. وتشمل مواضيع متعلقة مثل الماسيا أو العصر المسياني واليوم الأخير. ترتبط الإسخاتولوجيا والأبوكاليبس بنهاية عنيفة للعالم، وترى الإسخاتولوجيا المسيحية واليهودية نهاية الزمن كتكميل الله لخلق العالم.
العديد منا يتساءل عن وقت حدوث القيامة، لكن لا أحد يعرف الميعاد، بينما علم الإسخاتولوجيا أو علم الأخرويات الإسلامية، فصل النبوءات، وعلامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى التي تنبّئ قرب حدوثها.وتذكر عدة آيات من القرآن الكريم بعض تفاصيل يوم الحساب.
الموضوع الرئيسي الذي تتناوله سورة القيامة هو البعث. تصف الأحاديث النبوية وتعليقات علماء المسلمين أمثال الغزالي، ابن كثير، ابن ماجة، البخاري وابن خزيمة أحداثالفتنة الكبرى. وليوم الحساب عدة أسامي منها اليوم الآخر، الساعة، اليقين.
تعتبر الأحاديث النبوية أكثر تحديدًا من القرآن الكريم، وتصف 12 علامة كبرى للقيامة. وفي اليوم الآخر تحدث “فوضى” وخراب عظيم على الأرض كما السماء. تتمحور بعض الأحداث الكبرى حول شخصيتي عيسى بن مريم والمهدي المنتظر. يؤسس المهدي حكما في المدينة المنورة يدوم 7 سنوات يدومها العدل والطريق القويم، فيما ينزل عيسى بن مريم من الجنة ويحارب المسيح الدجال. وستحرر هاتان الشخصيتان الإسلام من التطرف والضعف. وسيلي الحدثان سنوات يعيش فيهما الناس حسب القيم الإسلامية.
ومثل الديانات الإبراهيمية الأخرى، فإن الإسلام يحرص على تلقين وجود البعث بعد الموت، متبوعا بحساب نهائي وفصل أبدي بين المؤمن والفاسق، أما الأدب الإسلامي الأخروي فيصف معركة هرمجدون المعروفة باسم الملحمة الكبرى (الغيبة في الإسلام الشيعي). ويجازى المؤمنون بنعيم الجنة، ويعاقب الفاسقون بجحيم جهنم.
ومن بين العلامات الكبرى التي ذكرت في السنة النبوية، ظهور الدجال في آخر الزمان، الذي يملأ الأرض فسادا، ومن الأحاديث التي تدل على ذلك:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدَّجَّالُ، ودابَّةُ الأرْضِ).
كما وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدّثت عن نزول سيدنا عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان، من بينها :[٦] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا، ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: (وَإنْ مِن أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَومَ القِيَامَةِ يَكونُ عليهم شَهِيدًا)).
كما تطلع الشمس في آخر الزمان من مغربها، وبعد طلوعها لا تُقبل توبة أحد، ومن الأحاديث التي ذكرت هذه العلامة:[١٣] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَقومُ السَّاعةُ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها، فيُؤمِنَ النَّاسُ أجمعون، فيَومَئذٍ لا يَنفَعُ نَفْسًا إيمانُها لم تَكنْ آمنَتْ مِن قَبْلُ، أو كسَبَتْ في إيمانِها خَيرًا).