١٤ يومًا نسأل أين النجمة القديرة يسرا من هذا السباق الرمضاني؟ أين تُصنف؟ ما الأرقام التي تحققها؟ هل تقدمت أسهمها؟ تراجعت؟ هل عادت بقوتها المعتادة بعدما غابت العام المنصرم؟
(خيانة عهد) عنوان مسلسلها الذي بدأت تصويره منذ شهور، وتأملت أن يحصد ما يستحقه من نجاح، وبدأت الترويج له بنواياها الطيبة المعتادة، بعدما نشرت جميع صور بطلاته حلا شيحا، جومانا مراد، وعبير صبري، مع أنها الأهم والأكثر نجاحًا والأقدم مسيرةً وفنًا، لكن كل هذا لم يمنعها من احترام زميلاتها وتقاسم قالب النجاح معهنّ.
إقرأ: يسرا احترمت منافساتها والنجمات تهنئها – صور
مرت حلقات عديدة خلال الأيام الفائتة ونحن ننتظر، العديد من المشاهد المؤثرة (masterscenes) قُدمت بأعمال أخرى لا سيما بمسلسليْ محمد رمضان (البرنس) وأمير كرارة (الاختيار)، إذًا أين يسرا ولمَ تأخرت؟ هل لتحمسنا أكثر أو لتغرد وحدها بعيدًا عن السرب؟
أمس أتى الموعد مع النجمة الكبيرة، لتلعب واحدًا من أقوى وأصعب مشاهدها على الإطلاق.
دخلت يسرا إلى هيئة الطب الشرعي، تقدمت خطوات قليلة بخوفٍ نحو برادات الموتى، أظهرت مشاعر أم مصدومة لا تريد أن ترى ابنها جانبها في ذاك المكان، بل تمنت أن يرحل إلى أبعد بقعة من هذه الأرض ولا يهم كم سيغيب بل أن يبقى حيًا.
تراه أمامه فتُصدم، تمر بلحظات تخلٍ صعبة، تنكر هويته، تقول: (هذا ليس ابني)، تعيش صراعًا مؤلمًا، تهز برأسها ترفض الواقع، تقترب منه ترفع يدها لتلمس جثته ثم تعيدها إلى الخلف، فتنكر مجددًا.
يقترب بيومي فؤاد منها ويغمرها محاولًا مواساتها، لا تصرخ، لا تبكي، لا تبالغ الانفعال، تهز برأسها تنظر بصدمةِ أمٍ خسرت أغلى ما تملك، تسير بخطوات معكوسة، تمشي إلى الأمام، تعود إلى الوراء، ضائعة لم تعد تعرف المكان ولا الأشخاص أمامها.
يسرا بهذا المشهد أثبتت أن الكبار قد يمنحون الفرص للجميع بتقديم كل ما لديهم من أوراق واحتلال المراتب الأولى لأيام، لكنهم بمشهدٍ، بلقطةٍ يقلبون كل المعادلات، فيقتنصون الصدارة بأسهل مجهود.
أمس تصدرت النجمة المصرية العظيمة وتفوقت على أمير ومحمد، وأصبح (خيانة عهد) الأكثر تداولًا لأن يسرا بطلته، لأنها وحدها من تدرك جيدًا مفاتيح النجاح.
أوسكار واحد لا يكفي عن مشهدها المبكي، ولا يمنحها ما تستحقه من تقديرٍ.
عبدالله بعلبكي – بيروت