تلعب الممثلة المصرية حلا شيحة واحدًا من أصعب أدوار حياتها، لكنه أجملها، فتؤدي الشر الأنيق أي الذي لا يجعلك تلعن الشخصية التي تتقمصها تحت اسم (فرح)، بل تتعاطف معها أيضًا.
هذه النوعية من الشخصيات صعبة لأنها تتطلب من الممثل انفعالات متناقضة: يجب عليه أن يكون هادئًا ومسالمًا وبعدها مباشرةً يتحول لشرير وقاسٍ لا رحمة تسكن قلبه بمشهدٍ، بلقطات..
حلا لم تفضح شرورها بالحلقات الأولى من العمل، بل ظلّت شخصية محيرة للجماهير، يتعاطفون معها ويعاتبونها على بعض السلوكيات، إلا أن أقدمت على قتل ابن شقيقتها يسرا، الذي أحبته وأبكته رغم أنها قاتلته.
إقرأ: حلا شيحة قتلت ابن يسرا
تصف الممثلة المصرية (فرح) بضحية نفسها، لأنها لم تستطع أن تحب أحدًا حتى نفسها منذ طفولتها، لذا كبرت والجحود يملأ قلبها.
حلا برعت بلعب تلك الشخصية الغامضة، فرأيناها هادئة وباردة أحيانًا ثم منفعلة وتصرخ بمشاهد أخرى، تبدل بين نظراتها وملامحها، تبتسم بطيبة ثم بخبثٍ.
نحتار معها ولا نعرف كيف نحكم عليها، تجعلنا نقع بترددٍ كبير، هل نسامحها أو نطالب إعدامها!
هذه النوعية من الشخصيات لا تُقدم كثيرًا في الدراما العربية، ولا يغوص كثيرون إلى سيكولوجيا الأدوار، لكن حلا خالفت القاعدة وكأنها عاشت دورها من الداخل وتدربت نفسيًا عليه ولا شك أنه ترك أثرًا كبيرًا في أعماقها.
الممثلة المصرية تشكل مفاجأة حقيقية بهذا الموسم الرمضاني، وهذه العودة الأهم التي لطالما انتظرناها من نجمة رائعة مثلها.
يومًا لم نتوقع أن تطلّ حلا الراقية والهادئة بدور معقد كهذا، بعضهم يلعن (فرح) وآخرون يتعاطفون لكننا كلنا نصفق لها.
عبدالله بعلبكي – بيروت