منذ أيام قليلة، ظهرت الممثلة السورية المعتزلة نورمان أسعد للمرة الأولى بعد غيابٍ طويل دامَ لسنوات عديدة.
أطلّت ترتدي النقاب حدادًا على وفاة عمها ووالد زوجها السياسي العراقي، نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني.
إقرأ: نورمان أسعد ظهرت بعد سنوات وسرقت الأضواء – فيديو
نورمان تعيش استقرارًا زوجيًا منذ ارتباطها بزوجها العام ٢٠٠٧ وأنجبتْ منه ثلاث أطفال وابتعدت من أجله عن الفن بشكل نهائي ومنحتْ كل وقتها واهتماماتها لهذه العلاقة الزوجية التي تبدو ناجحة جدًا حتى اللحظة.
من زوجها؟ وما دوره بالمعادلة العراقية السياسية؟
شهرة نورمان الفنية لا تقل مطلقًا عن شهرة نهرو السياسية في العراق لأنه يُصنّف أحد أكبر القيادات الكردية هناك، ويمتلك قاعدة شعبية واسعة في اقليم كردستان العراق.
بالمنطق الطائفي الذي نبغضه لكننا لم ننتهِ بعد منه في لبنان والعراق، نهرو كردي سني يطمح للرئاسة في العراق التي أصبحت تُمنح بعد رحيل صدام حسين للأكراد السنة، فيما يتولّى رئاسة الوزراء شيعي.
ينتمي السياسي العراقي لعائلة ذات خلفية دينية صوفية لكنه يطالب بالدولة العلمانية ويؤمن بضرورة فصل الدين عن الدولة.
لديه آلاف المناصرين في وطنه الذين يقفون خلفه ويدعمونه مرشحًا رسميًا لرئاسة البلاد.
تولّى نهرو هذه المناصب في العراق: رئيس تحالف الوحدة الوطنية، الأمين العام لتجمع الوحدة الوطنية العراقي، رئيس مجلس أمناء كلية الشيخ محمد الكسنزاني الجامعة، رئيس المركز العالمي للتصوف والدراسات الروحية.
ما لا تعرفونه ربما، أنه من أشد المناهضين لإيران وتدخلاتها في العراق وكان بعث رسالة بتموز عام ٢٠١٨ إلى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يطالبهما ضرورة تحقيق هدفهما المشترك بإضعاف النظام الديني في إيران والقضاء على هيمنته على المنطقة وقصد العراق وسوريا ولبنان.
هذا يعني أن نورمان لم تعد تؤيد النظام في بلدها كونه حليف رئيسي لإيران، واحتمالية اختلافها مع زوجها حول المواقف السياسية ضئيلة لأنها تركت الفن من أجله.
وهذا يعني أيضًا أنها تناصره بكل آرائه ويُنقل عن مصادر مقرّبة من نهرو، أنها تقف جانبه كأي زوجة وتدعم طموحاته السياسية بالوصول إلى سدّة الرئاسة في العراق.
الممثلة المعتزلة التي تقيم ما بين الإمارات والعراق منذ زواجها، من المنطقي الآن أنها انقلبت على نظامها لكنها لم تعلن موقفًا واضحًا عبر الإعلام بسبب اعتزالها وابتعادها عن إجراء أي لقاءات تلفزيونية.
لكن قبل كل هذا أجرت مداخلة هاتفية عام ٢٠١١ مع قناة (الدنيا) التابعة للنظام السوري أعلنت تأييدها للرئيس بشار_الأسد وقالت: (هناك محاولة لتضليل السوريين. واتهم قنوات عربية بضخ الأموال بهذه الظروف كي ينحرف الناس عن مسارهم الوطني).
تابعت: (الخطة أصبحت معروفة، حتى الأطفال باتوا يعرفونها جيدًا، أثق بوعي الشعب لما يُحاك ضده من مؤامرات. كما أتهم الجزيرة بفبركة بعض الأخبار لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد).
نورمان فجأة اختفت بعد هذا الإتصال، رغم أنها أجرته بعد اعتزالها وكان بإمكانها أن تتصل وتعيد التكرار مع أكثر من وسيلة إعلامية لكنها لم تفعلها..
باختصار شديد هكذا نفسّر ما حدث:
- زوجها لم يعجب بمضمون اتصالها ولا بموقفها لأنه يكره إيران ومن الطبيعي أن يحلم بسقوط الدولة السورية التي تحالف خصمه.
- نورمان غيّرت موقفها بعدما أقنعها زوجها ربما بوجهة نظره، وبين زوجها وموقفها السياسي اختارت زوجها.
- اتفقا على عدم إجراء أي لقاء جديد لها لكي لا نقول أنه فرض عليها ذلك.
عبدالله بعلبكي – بيروت