هل ممكن أن يصاب أستاذ جامعي بالوهم والضلالات والهلوسة أو يصاب بالفصام الذهني المعروف بالشيزوفرينيا (باللاتينية: Schizophrenia) الإضطراب النفسي الذي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي، ومن عوارضه الفشل في تمييز الواقع من الوهم، وتشمل الأعراض الشائعة الوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة، وغالبًا ما يكون لدى المصابين بالفصام، مشاكل نفسية أُخرى مثل اضطراب القلق والاضطراب الاكتئابي واضطراب تعاطي المخدرات، وعادة تظهر الأعراض تدريجيًا، حيث تبدأ في مرحلة البلوغ، وتستمر لفترة طويلة أو يكون مصابًا باضطراب الشخصية (بالإنجليزية: Paranoid personality disorder) ويعرف أيضا باسم اضطراب الشخصية البارانوي، أو الشخصية المرتابة، وهو اضطراب عقلي يتسم بالزورانية والشك المستمر القوي، وكذلك الارتياب العام تجاه الآخرين. كما أن الذين يعانون من هذا الاضطراب يكونون شديدي الحساسية، ويشعرون بالإهانة بسهولة، ويرتبطون بشكل معتاد بالعالم من خلال المسح البيئي اليقظ بحثًا عن أدلة أو اقتراحات تثبت مخاوفهم أو تحيزاتهم. وهم تواقون للمراقبة. ويعتقدون أنهم بخطر ويبحثون عن علامات وتهديدات هذا الخطر.
نعم من الممكن ولدينا حالة شهيرة جدًا وصاحبها حصل علي جائزة نوبل وهو العظيم جون ناش.
جون ناش عالم الرياضيات العبقري والحائز على جائزة نوبل، وهو من تحدث عنه الفيلم المميز A Beautiful Mind.
البروفسور جون ناش عالم الرياضيات الحائز على جائزة نوبل حظي بتقدير كبير لاهتمامه بالرياضيات منذ كان في الثانوية، تخرج من مؤسسات تعليمية مرموقة مثل معهد مارنيغي للتكنولوجيا، وجامعة برينستون، أحدث ثورة في مجال نظرية التوازن، واشتهر لعمله في نظريات الألعاب والمعادلات التفاضلية الجزئية والهندسة الجبرية.
ظل ناش حتى عام 1970 يدخل المستشفيات العقلية ويخرج منها متنقلاً بين باريس وجنيف وبرنستون لكنه فى النهاية قرر التوقف وللأبد عن تناول العقاقير التى أثرت على حياته الزوجية. بعدها وبمساعدة من زملائه ومحبيه عاد جون ناش لقسم الرياضيات فى جامعة برنستون كباحث، لكنه مُنع من التدريس لحالته المرضية، هناك بدأ جون من جديد، حيث ظل يبحث بطريقة عجيبة فهو لا يكتب معادلاته الرياضية على الورق بل على النوافذ والجدران وكان يفكر بصوت مسموع.
فى بداية الثمانينات استغل جون ناش ميزة البريد الإلكترونى ليتواصل مع علماء الرياضيات ويطلعهم على أبحاثه وكانت النتيجة أنه فى عام 1994 حصل على جائزة نوبل.
في الأيام الاخيرة قرأت سلسلة مقالات على الفيس بوك لأستاذ في كلية الإعلام جامعة القاهرة اسمه أيمن ندا.
للوهلة الاولى من قراءة مقالات الدكتور الأكاديمي المتخصص ستظن أن كاتب المقالات ينتقد الأداء الاعلامي بصورة أكاديمية، لكن بعد التمحيص والتعمق والبحث ستجد الكاتب يكتب بطريقة المدونين أو المؤثرين في السوشيال ميديا، وبطريقة توهمك أنك أمام مناضل أو أمام بطل لكنه في الحقيقة شخص مدعي الشجاعة والبطولة الزائفة، أما حقيقة الامر أن ما كتب لا يعتبر إلا تجميع لاراء الإخوان وبعض الشباب والمراهقين حول برامج التوك الشو ولا يرتقي للبحث العلمي.
تحول الاستاذ الجامعي من باحث أكاديمي إلى مجرد مدون على الفيس بوك وخدع البعض بمنصبه كأستاذ جامعي فبدأ البعض يهتم بما يكتب لأن الكلام صادر من أستاذ جامعي في الإعلام وهذا المنصب يُعطي صاحبه مصداقية لدى العامة ولبعض المثقفين وبعض الناقمين من الإعلاميين الذين يجلسون في منازلهم بدون عمل، هؤلاء كانوا يبحثون عن شماعة لتبرير جلوسهم في المنزل دون عمل وكانوا يبحثون عن مبرر لتحقيق إسقاطات نفسية لاراحة أنفسهم، والتخلص من إحساس الفشل والعجز والبطالة فوجدوا ضالتهم في ما يكتبه الأستاذ الجامعي وبدوا بالترويج له والاحتفاء به.
الأستاذ الجامعي اختار الدفاعات النفسية غير الناضجة التي ذكرها فرويد مثل التبرير والإنكار والإسقاط، وخاصة التكوين العكسي كحيلة نفسية يتخذ فيها الفرد أسلوبًا يعبر عن عكس الدافع الموجود عنده، وتكون غالبًا ردة الفعل مبالغ بها، فالتكوين العكسي يعمل على قمع وكبت الدافع المثير للقلق، وبذلك يستريح صاحبه مؤقتًا من القلق والتوتر المرتبط به. ومن أمثلة التكوين العكسي:
الإسراف في التمرد والعصيان الناتج عن الشعور بالظلم والإهمال والإذلال.
أيمن ندا استاذ جامعي في الإعلام لكن داخل نفسه يشعر أنه غير متحقق ويحتاج إلى شهرة ومال وسلطة مثل مقدمي برامج التوك شو.
الشعور بعدم التحقق يصل بالشخص إلى الإصابة بالأوهام والضلالات.
تحت ضلالات العظمة. يفسر عالم الطب النفسي السويسري يوجين بليولر (30 إبريل 1857 – 15 يوليو 1939) أوهام العظمة أن في كثير من الأحيان يكون الوهم بالعظمة ثانويًا، من الوهم الاضطهادي، عندما يفشل إسقاط الذنب (الوهم الاضطهادي) في تحقيق التوازن بين الرغبات الداخلية والواقع الخارجي، فيحدث وهم العظمة كإيفاء للرغبة المكبوتة. وبينما يتناقض الواقع الخارجى مع الشعور بالذنب المتوقع في العالم الخارجي.
وهم العظمة محاولة من العقل الباطن لتحقيق نجاحات بعيدة عن الواقع، وهو يتبع ويرتبط بوهم الاضطهاد، تشعر أولاً أنك مضطهد ولكى ترضي نفسك وتتخلص من شعور الاضطهاد تبرر لنفسك أنك مضطهد بسبب أهميتك وبسبب خوف الآخرين من قدراتك.
مقالات أيمن ندا تبرز بشدة إحساسه بالعظمة وأن لا احد يفكر مثله والمتفاعلون معه بشدة لديهم نفس الشعور، لكنهم ليسوا باندفاعية أيمن ندا. ايمن اندفع في إحدى مقالاته فهاجم شخصيات في جهات سيادية ثم رجع و اعتذر واعترف أنه لم يتحرَ الدقة في ما كتب.
كيف لباحث أكاديمي أن يكون متسرعًا بهذا الشكل وغير دقيق؟
البعض سيقول لي أنك تفضحه باستخدام وتوظيف تخصصك كطبيب نفسي، لكن هذا ليس فضح إنما محاولة لحماية د. أيمن المندفع الموهوم الذي أصبح خطرًا على نفسه بسبب اندفاعه وأوهامه وإحساسه بالاضطهاد وكي أحميه مِن مَن يستغلون اندفاعه لتحقيق أغراضهم وإرضاء غرورهم.
وما أقوم به قانوني وأخلاقي وله أسانيد، وهذا نص قانون الصحة النفسية الجديد لعام ٢٠٢٠.
كما ينص مشروع القانون على مزيد من الضمانات لحقوق المريض النفسى بتوفير حماية كافية للمريض ضد سوء المعاملة والاستغلال، كما حرص المشروع على توفير آليات قانونية واضحة للمساءلة القانونية فى حالة المخالفة.
كما يحظر القانون الجديد إدخال أى شخص إلزاميًا للعلاج بإحدى منشآت الصحة النفسية إلا بموافقة الطبيب النفسى، وذلك عند وجود علامات واضحة تدل على وجود مرض نفسى شديد يتطلب علاجه دخول إحدى منشآت الصحة النفسية وذلك في الحالتين الآتيتين. الأولى: قيام احتمال تدهور شديد ووشيك للحالة المرضية النفسية، الثانية: إذا كانت أعراض المرض النفسى تمثل تهديدًا جديًا ووشيكًا لسلامة أو صحة أو حياة المريض أو سلامة وصحة وحياة الآخرين.
الطبيب النفسي إبراهيم مجدي