لم يتجاهلَ الفنان اللبناني الكبير راغب_علامة يومًا واجبَ الوقوف مع شعبه وإيصال أوجاعهم عبر ما يمتلك من منابر مؤثرة ونافذة تساهم بتشكيل رأي عام هائل وضاغط، قد يغير مجريات الأحداث.
إقرأ: راغب علامة لمن قال (انبحوا انبحوا)؟
اليوم كتب في عيد الفطر يصلّي لاللّه لكي ينتقم ممّن حرمنا فرحة الأعياد كلّها وأزال الابتسامات عن وجوهنا، وجعل الأوجاع تصاهر أرواحنا المُرهقة، ويقصد تحديدًا كلّ من حكم وشارك الحكم في هذا الوطن منذ عقودٍ ثلاث حتّى لحظة الكتابة وربما بعدها!
قال: (الله ينتقم من كل من سرق الفرحة والطمأنينة من قلوب الطيبين ولا يسامح اللي صادروا بهجة العيد ونهبوا السّعادة منه، وخطفوا أجمل معانيه! ولكن رح نضلّ متمسّكين بالأمل وارادة الحياة وعدالة السماء).
تابع: (الله كبير رح يرجع الفرح للعيد ويروح كلّ ظالم لبعيد، كل عام وأنتم بخير، عيد الفطر).
كم نشاركه ما قال، وكم مرّة صفّقنا لما كتب، وكم لحظة رددنا أحسنت عن تغريدةٍ نشرها!
راغب نجم من طينةِ الشعب، رغم كلّ الاتهامات وغالبها مُغرضة بحقه حول علاقات ما تجمعه بسياسيين لبنانيين، إلا أنّه دحضها كلّها، ولم يرضَ سوى الوقوف في الشارع بين المواطنين، هاتفًا بقضاياهم ومطالبهم وحقوقهم المُسلوبة المقموعة المُضطهدة.
لو أنّ علاقاته تورطه أو تحقّق له المصالح، لتجاهل تأييد اللبنانيين منذ ما قبل نزولهم إلى الساحات مطالبين إسقاط الطغمة الحاكمة، أي ١٧ تشرين الأول من العام ٢٠١٩.
لكنّه أبى أن يترك شعبه الذي دعمه حتّى أصبح نجمًا عربيًا أولًا.
من يفهم معالم شخصيّة راغب من الداخل، يدرك جيّدًا أنّه آخر من يبيع أوجاع الناس أو يستثمر بها.
إقرأ: راغب علامة يقبّله ابنه لؤي وما أسرار الأب الناجح؟ – صورة
من مثله لا يتخاذل في أصعب اللحظات المصيريّة وأكثر المحطات خطورةً في تاريخ وطنه.
من يتحدّث بتمردٍ طاغٍ غير آبه بأي مجاملة، مؤمنًا بمبادئه، خائفًا على وطنه وشعبه، صلب بما يكتب وبما يقول ويعلن، كيف يجرؤ المعتدون بعد عليه!
هكذا يكسب راغب إذًا احترامنا، ويسكت كلّ الأفواه الحاقدة، والتي لا نفهم كيف تدعّي الثورة، شاتمةً كلّ من يعارضها، متمسّكة بنواياها السيئة، تعتدي تحت مبرّر تعرية المواقف، ولو عنوةً وظلمًا.
عبدالله بعلبكي – بيروت