كتب الشاعر اللبناني، أنيس زبيدي، أجمل قصيدة من كلماته إلى فلسطين التي تعاني من قصف صهويني حقير وقوي ودون أي رحمة.
الكيان الصهيوني قتل الأطفال والنساء بحجة الدفاع عن نفسه رغم أنه مغتصب ومحتل للأراضي الفلسطينية بالقوة.
كتب الشاعر بحب ومن قلبه إلى فلسطين وقال:
نقدم لكم القصيدة مكتوبة.
وآجُرْحَ قُدساهُ
واجُرْحَ قُدْسَاهُ جُرْحُ القُدْسِ أضْنَاْنَا
والارْضُ تلْبِس جَرْحَانَا وَقَتْلَانَا
لكنَّ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ مَاتَ مُبْتَسِمًا
وَرَاحَ مُنْتَشِيًا، نَادَاهُ مَوْلَانَا
فَإنَّهُمْ شُهَدَاءُ العِزِّ إنْ قُتِلُوا
وَمَوْتُهُمْ فِيْ سَبِيْلِ الأرْضِ أَحْيَاْنَا
فَنَحْنُ شَعْبٌ يُمِيْتُ المَوْتَ يَسْحَقُهُ
وَلَا تَمُوْتُ بِحَرْبِ العِزِّ مَوْتَانَا
وَمَنْ نَجَا، لَمْ يَعُدْ لِلْبَيْتِ مُنْكَسِرًا
وَجُرْحُهُ زَادَنَا صَوْنًا وَأفْدَانَا
فَسَالَ فَوْقَ تُرَابِ القُدْسِ مِنْهُ دِما
وَأَصْبَحَتْ مَرْهَمًا، بالدَهْنِ أَشْفَانَا
لَنْ تَقْبَلَ العَيْنُ أنْ تَغْفُوْ بِلَا نَصَرٍ
وَلَنْ تُطَبِّقَ قَبْلَ النَصْرِ أَجْفَانَا
فَنَحْنُ شَعْبٌ يَعُضُّ الجُرْحَ يُنْكِرُهُ
وَلَيْسَ يَصْرُخُ آهًا جُرْحُ مَرْضَانَا
وَمَنْ يَمَسُّ صَلِيْبًا فِيْ كَنِيْسَتِنَا
كَمَنْ بِمَسْجَدِنَا قَدْ مَسَّ قُرْآنَا
وَمَنْ يَدُوْسُ بِأقْصَانَا مُحَجَّبَةً
كَمَنْ بِمَذْبَحِنَا قَدْ دَاسَ قُرْبَانَا
نَبِيُّنَا وَالمَسِيْحُ التَمَّ شَمْلَهُمَا
فَوَحَّدَ الظُلْمُ أعْرَافًا وَأَدْيَانَا
كَمَاْ النَبِيُّ بِمَا نَسْعَى، لَنَا سندٌ
يَسُوْعُ مِنْ خَشْبَةِ الصُلْبَانِ أهْدَانَا
صَبْرًا وَنَثْرَةَ أَخْشَابٍ لِنَصْنَعَهَا
بِرْوَازَ كُلِّ شَهِيْدٍ صَانَ أقْصَانَا
وادَمْعَ قُدْسَاهُ دَمْعُ القُدْسِ أبْكَانَا
دَمْعًا تَأَلَّقَ فَوْقَ الصَدْرِ نِيْشانَا
فَالدَمْعُ مَرَّ بِعَيْنٍ كَانَ مُشْتَعِلاً
فيها الأسى، فَغَدَا جَمْرًاً وَأَعْمَانَا
واحُزْنَ قُدْسَاهُ حُزْنُ القُدْس أنْسَانَا
أتْرَاحَنَا وَتَنَاسَى القَلبُ مَا عَانَى
فرُبَّ حُزْنٍ تَفُوْقُ الحُزْنَ شِدَّتُهُ
يَطْغَىْ عَلَى غَيْرِهِ يُنْسِيْكَ أَحْزَانَا
لِلْمَقْدِسِيِّيْنَ أَقْدَاسٌ مُقَدَّسَةٌ
وَفِيْ الكَرَامَةِ مَاتَ الشَهْمُ إيْمَانَا
لِلْمَقْدِسِيِّيْنَ قُدْسٌ قُدِّسَتْ قُدُسًا
يَسْتَأْهِلُ البَطَلُ الجَبَّارُأَوْطَانَا
فَكَلُّ حُلْمٍ لَنَا جِئْنَا نُحَقِّقَهُ
إنْ كَانَ حَانَ لَنَا أَوْ كَاْنَ مَاْ حَاْنَ
فَكَيْفَ لَا، وَطُبُوْلُ العِزِّ قَارِعَةٌ
والفَجْرُ هَا قَد أتَىْ والنَصْرُ قَدْ بَانَ
فَإنْ تَقَاعَسَ وَغْدٌ عَنْ فَرَائِضِهِ
أَوْ تِلْكَ قَدْ هَرَبَتْ أَوْ ذَاكَ قَدْ خَانَ
فَلَنْ تُغَيِّرَ أَمْوَاجٌ بِوِجْهَتِهَا
وَلَنْ يُخَيِّبَ مَوْجُ البَحْرِ شُطْئَانا
والشَمْسُ لَيْسَتْ مِنَ البُرْكَانِ خَائِفَةً
هَوَ الذَيْ مِنْ لَهِيْبِ الشَمْسِ رُهْبَاناَ
مَنْ كَانَ كَالشَمْسِ فِي أعْمَاقِهِ لَهَبٌ
وَالنَارُ فِي دَمِهِ مَا خَافَ بُرْكَانَا
يا شَيْخُ جَرَّاحُ جُرْحُ الحِقْدِ يُوْجِعُهُمْ
وَالحِقْدُ يُشْعِلُ فِي الأبْحَارِ نِيْرَاْنا
فَكُنْ كَمَا الإسْمُ جرّاحًا يُعَالِجَهُمْ
وِاسَتَئْصِلْ الشَرَّ مِنْ أَفْكَارِ أَعْدَاْنَا
آهٍ مِنَ العُرْبِ، فِي أدْغَالِ غُرْبَتِنَا
فِيْ عَزِّ مَا احْتَاجَ قَوْمُ العُرْبِ رُعْيَاناَ
ظلُّوا قَطِيْعًاً وَيَرْعَىْ الأجْنَبِيُّ بِهِمْ
وَظلَّ مِثْلَهُمُ الحُكّامُ قُطْعَانَا
آهٍ عَلَىْ أَهْلِنَا يَلْقَوْنَ نَحْبَهُمُ
وَلَا حُلُوْلَ وَلَيْسَ البَحْرُ غَضْبَانَا
وَمَا رَمَىْ بِهِمُ المَوْجُ العَتِيُّ وَلَا
الرِيَاحُ، بَلْ إنَّ خَلْفَ الغَدْرِ رُبَّانَا
آهٍ عَلَىْ وَطَنٍ كَالأهْلِ مَوْقِعُهُ
بِالرُغْمِ أنَّ عَلَيْهِ الرَبُّ أوْصَانَا
عَلَيْهِ كَانَ جَهُوْلُ القَوْمِ مُؤْتَمِنًا
وَلَمْ يَعُدْ يُحْسَبُ الإنْسِانُ إنْسِانَا
أيَا فِلَسْطِينُ أَهْلُ الحَقِّ قَدْ لَبِسُوْا
الأمْجادَ وَاعْتَمَرُوا عِزًّا وَتِيْجَانَا
وَالتَاجُ فَوْقَ جَبِيْنِ المَقْدِسِيِّ أَتَىْ
كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنْ رِأْسِهِ كَانَ
يَا رَبُّ أَنْتَ الذِيْ فِيْ الضَيْمِ يَنْصُرُنَا
أَفْرِجْ عَلَيْنَاْ وَعَنْ أسْرَابِ أَسْرَانَا
فَمَنْ يَحِقُّ لَهُ التَحْلِيْقُ مُرْتَهِنًا
وَمَنْ يَحِقُّ عَلَيْهِ السَجْنُ سَجَّانَا
كَانَتْ عَلَى الفَأرِ تُجْرَىْ كُلُّ تَجْرِبَةٍ
وَاليَوْمَ يَسْتَخْدِمُوْنَ النَاسَ فِئْرَانَ
أَليَوْمَ صُرْنَا حُقُوْلاً فِي َتَجارِبِهِمْ
فالنَاسُ عِنْدَهُمُ كَالفَأْرِ سَيَّانَ
رَبِّيْ عَلَيْكَ بِهِمْ فالمُعْتَدُوْنَ هُمُ
والشَمْسُ تَعْلَمُ مَنْ قَدْ شَنَّ عُدْوَانَا
أَلشَمْسُ مُشْرِقَةٌ مِنْ فَجْرِ مَطْلَعِهَا
كَيْ يَلْتَقِيْ النُوْرُ نَسْرًا لَيْسَ غُربانا
فِيْ البَيْتِ نَحْنُ، وَلَنْ نَرْتَاعَ مِنْ أَحَدٍ
مَنْ لَمْ يَكُنْ ضُفْدُعًا مَاْ خَافَ ثُعْبَانَا
فِيْ البَيْتِ نَحْنُ، وَسَقْفُ البَيْتِ يَحْفَظُنَا
مَنْ لَمْ يَكُنْ سَمْكَةً مَا خَافَ حِيْتَانَا
مَنْ لَمْ يَكُنْ سَائِغًا مَا خَافَ مُفْتَرِسًا
مَنْ لَمْ يَكُنْ أرْنَبًا مَاْ خَاْفَ أُسْدَاْنَا
مَنْ يَقْطُفُ النَصْرَ لَوْ فِيْ غَيْرِ مَوْسِمِهِ
فِي َأيِّ مَعْرَكَةٍ مَا خَافَ مَيْدَانَا
فَلْيَعْلَمْ الخَصْمُ أَنَّ المَوْتَ يُنعِشُنَا
وَهَلْ يُخَوِّفُ عِزْرَائِيْلُ جُثْمَانا !؟
فَلْيَعْلَمْ المُعْتَدِي، ذَا البَحْرُ نَجْعَلُهُ
يَوْمَ الوَغَى لِدِمَاءَ الخَصْمِ فُنْجَانَا
مَنْ كَانَ كَالجَبَلِ الجَبَّارِ مُرْتَفِعًا
وَالمَجْدُ يَعْلُوْ بِهِ مِا خَافَ وُدْيَانا
مَنْ كَانَ في البَحْرِ طوفاناً يَفِيْضُ بِهِمْ
عَلَى ضِفَافِ القنا ما خَاف طوفانا