كنتُ أراقب الممثلة السورية سلاف_فواخرجي أمس تنتخب الرئيس السوري بشار_الأسد في دار الأوبرا في دمشق، قبل أن تنتهي الانتخابات الرئاسية السورية رسميًا، فيفوز الأسد بنسبة ٩٥٪ من أصوات الشعب.
إقرأ: بشار الأسد يتسبب بجلد سلاف فواخرجي!
سلاف مارست حقّها المشروع القانونيّ اللازم كمواطنةٍ تشارك بصنع القرار في وطنها الذي يعود تدريجيًا ليستعيد مكانته العربية والدوليّة، بعد حربٍ ضروس استمرت لـ ١١ عامًا.
بعيدًا عن انتخابها لرئيسها، احترمت هذه النجمة الكبيرة التي لم تبدّل قناعاتها السياسيّة منذ بدء الحرب في سوريا حتّى لحظة كتابة المقال هذا.
سلاف استبشرت باكرًا ظهور التنظيمات الدينية المُتطرفة، ما يشكّل خطرًا على سوريا العلمانيّة المُنفتحة التي تضمّ كافة أطياف الشعب باتجاهاته الدينيّة والفكريّة والثقافيّة المُختلفة.
لذا دعمت نظامها، لكنّها لم تجلّل به، بل مارست نقدًا إيجابيًا سليمًا، فاعترفت بأخطائه، وطالبته بالإصلاحات الضروريّة بعيدًا عن عنف الآخرين وممارستهم القتل واستخدامهم شعارات الحريّة لتحقيق مصالح ومآرب لا تودي إلا للانهيار والدمار الشامليْن.
إقرأ: سلاف فواخرجي لماذا نتوقع لها الاستمرارية؟
سلاف رغم تقلّب المعادلات السياسية أكثر من مرة خلال السنوات المنصرمة، فتارةً ينتصر النظام وتارةً أخرى يخسر أراضٍ، لم تلعب على الحبليْن، وظلّت تناصر من تقتنع به ويشبهها، منتصرًا كان أم مغلوبًا!
كما أنّها لا تقدس الشخوص بل الوطن، وتختار من تراه أفضل القادرين على إرساء الأمن والاستقرار ودحض التطرف والإجرام وجرّ سوريا إلى المجهول.
بعيدًا عن آرائها السياسيّة، سلاف تستحق منا احترامًا عميقًا على صمود موقفها، ما يمنح فكرةً أوسع عن صدقِها في الحياة، وثبات توجهاتها، وكرهها للأقنعة المزدوجة ولقاعدة يتبعها كثيرون تعتمد على مسايرة القويّ واحتقار الضعيف.
الموقف ليس بثباته فقط، بل بكيفية التعبير عنه أيضًا، هنا تنال نقطةً أخرى عن وقارها وأخلاقها الرفيعة بالتعاطي واتزانها وهدوئها بطرح الرأي، وسط كلّ الكراهيّة السائدة بين المعارضين والموالين، والتي شرخت صفوف السوريين، فساهمت بمضاعفة مخزون الدم الذي سال على أراضي الشام الطاهرة.
حتّى لو كنتَ ولا تزال مُعارضًا لنظام بشار_الأسد، عليك أن تصفّق لسلاف الواضحة الجليّة الشفافة بزمنِ الازدواجيات والمجاملات الزائفة!
انتصرت سلاف فواخرجي بنظرتها الثاقبة نحو الوضع السياسي في سوريا، كما بشار الأسد الذي عاد رئيسًا قويًا لسنوات إضافية.
عبدالله بعلبكي – بيروت