رأي وزير الداخلية والبلديات السابق المحامي زياد بارود، أن “الانتخابات يجب أن تحصل في موعدها ولا يمكن لأحد أن يتحمل ألا يكون هناك انتخابات في العام 2022، لأن الشارع كان يطالب بانتخابات مبكرة ومن المفضل أن نُقدّم له الانتخابات في موعدها”.
كلام بارود جاء خلال حلوله ضيفًا على طاولة برنامج “نفس جديد” من إعداد وتقديم الإعلامي زافين قيومجيان، وإنتاج المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية، والذي يُعرض على منصة يوتيوب.
وأضاف بارود أن “الانتخابات قد لا تحصل في موعدها في حال حصل حدثٌ أمنيٌّ كبير أتمنى ألا يحصل”، معتبراً أن لا مجال للتمديد هذه المرة.
ورأى بارود أن مشاركته في انتخابات العام 2018 على لائحة التيار الوطني الحرّ “كان خيارًا أتحمل مسؤوليته وحدي وهو خيارٌ لم يضرُ أحداً من الناس”، معتبراً أنه “ربما قمت بدعسة ناقصة ولكنني لست نادمًا ما دمت لم أصبح جزءًا من التركيبة السياسية الحالية”، مضيفًا: “لقد راكمت شرعية شعبية كبيرة بسبب عدد الأصوات التفضيلية المُشرّفة التي حصلت عليها ولا شيء محسوم عشية الانتخابات المقبلة ولا ضرورة لأن أترشح في حال لم أستطع أن أكون جزءًا من عملية التغيير في البلد، وسأشجع أية شخصية قادرة على إحداث التغيير”.
وفي حديثه عن صناعة الفساد – موضوع الحلقة، اعتبر بارود أن الفساد متوحشٌ لأنه يستطيع أن يقتل، ولا يمكن حصره بمن جنى أموالاً عامّة بطريقة احتيالية، إنما الفساد يدمّر مستقبل الأجيال المقبلة. وقد أشار إلى أن الإنسان يصبح فاسداً عندما يسمح بمراكمة عجز مالي عامّ يتجاوز 40 مليار دولار ويسمح ألا يكون هناك كهرباء، وهذا يُحمّل الأجيال المقبلة نتائج سياسات خاطئة، يؤدي إلى ضرب آليات الحكم والمحاسبة والمساءلة وسعي السياسيين إلى شراء الضمائر خلال الانتخابات لتغيير مسار الاختيارات الصحيحة عند الناخبين والناخبات.
ولفت بارود إلى أن المعنيين لا يريدون الإفراج عن قانون استقلالية السلطة القضائية الموجود في أدراج مجلس النواب، وهذا ما ينعكس سلباً على المشهد القضائي والتشكيلات القضائية المُجمّدة.
ومن جهة أخرى اعتبر بارود أن لدينا قوانين ممتازة، ولكن لا إرادة سياسية لتنفيذها، معلناً أن الشعبوية تضرب سُمعة المؤسسات القضائية، إلا أن الأزمة الأكبر تبقى في غياب المساءلة والمحاسبة والإفلات من العقاب، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وفي سياق مراجعة نقدية لتجربته في وزارة الداخلية والبلديات، قال بارود: لقد رأيت أموراً عدّة عندما خدمت في الداخلية مدةَ ثلاث سنوات، وخصوصاً عندما تعاملت مع الشعور بالعجز أمام المنظومة الحاكمة وأدواتها المتجذرة منذ عقود زمنية في الإدارات ووسائل الإعلام والتشابك الحاصل في ما بينها. وختم بارود أنه يجب كسر السكة التي تربط هذه المنظومة، من خلال انتخابات تُنتج حالة تغييرية على مستوى الوطن.
برنامج “نفس جديد” برنامج سياسي أونلاين ينطلق من أهداف المنظمة في دعم الشباب اللبناني، من أجل إحداث تغيير سياسي على المستويين المحلي والوطني، وخلق مساحة حوار مشتركة على الطريق إلى التغيير السياسي والاجتماعي والإعلامي المنشود. كما يسعى البرنامج إلى إرساء أفق جديد للشباب اللبناني للاستماع إلى بعضهم البعض ومناقشة هواجسهم ومخاوفهم ومصيرهم في ظل موجة العواصف الأمنية والسياسية والاجتماعية المتراكمة.