تقول فتاةٌ بلهجةٍ لبنانيّة لا نتشرّف بها: (أريد علاقة جنسية في الضوء.. دون ملابس)، ليرد شاب آخر ضائع اشتروه بمليون ليرة (28 دولار حسب سعر صرف (السوق)): (أحب العنف لأني رياضي).
تشاهدون أعزائي عبر الفيديو أدناه: قمة الابتذال والإسفاف والانحطاط على ساحةٍ إعلاميّة مخطوفة، كما وطن بأسره.
لبنان جبران خليل جبران وسعيد عقل ووديع ونصري وملحم بركات وبعد.
لبنان صباح وفيروز ومناضلات ومناضلون كتبوا التاريخ بدمائهم وتضحياتهم ومقاوماتهم على أصعدة شتى وبأشكالٍ مُختلفة.
لبنان رجل يتحدّى ويلات الأزمة الاقتصاديّة بشجاعةٍ مُمتدّة دون مقياس، يكافحُ بعرق جبينٍ ما يصرف أكثر ما يحصد، بجيبٍ ممزقّة ورأسٍ مرفوع مجبول بالكرامة.
لبنان سيدة تنهضُ لا تسقط، تخلقُ الطاقة ولا تستمدّها، تتعلّم وتُعلّم وترّبي وتصنع أفرادًا وكيانات أخلاقيّة بناءً على معايير عاداتنا وتقاليدنا و(شرقيّتنا).
نعم نحن شرقيون..
شاء من شاء وأبى من أبى، ولن نتخلّى عن هويتنا، ولن نتهاون أمام متآمرٍ يريد إسقاطنا وتحطيم هيكلية مجتمعنا وما زرعه وتركه أجدادنا لأوطاننا ولنا.
هذه أرضنا وهذا عرضنا وشرفنا، وكما سحقنا كلّ محتلٍ، لن نقفَ مكتوفي الأيادي نتفرّج عمن يسوّق لسلوكيات شاذة وحقيرة لا يرضى بها غربيٌّ يفاخر بإنجازاته، لا بغرائزه الجنسية.
حتّى الحيوان لا يناقش ولا يفكّر ولا يشرح عن الجنس وأنا الإنسان السفلى، كما يفعل هؤلاء السفلاء.
لن نرضى بنقلنا إلى قاع الانحطاط الأخلاقي، ولن يتمكّنوا من إذلالنا وتمرير مشاريعهم التخريبية ظنًّا منهم أننا ضعفاء لا حيل لنا ولا قوة، فإذ ننهض فجأة وننتصر عليهم لأننا لبنانيون ولبنانيات لم نعتاد أن نُكسر بوجه أقسى وأشد الأزمات.
لذا بقي لبنان ولذا بقينا ولذا سنبقى ملوكًا.
هذا ليس كلامًا إنشائيًا، نحن نفعل ولا نقول، لذا تواصلتُ مع وزير الإعلام زياد مكاري، وعرضت له الفيديو الذي تشاهدونه أدناه (وللأسف الشديد)، وطالبته بإيقاف هذه المهزلة لأنّ البرنامج هذا يقتحم منازلنا وحرمتها دون استئذان.
تفاجأ الوزير مكاري وسألني: (أي محطة؟)، ورديتُ متأسّفًا: (الجديد!)، المحطة التي أحببنا على مدار سنوات عمرنا، لذا لن نغفر لها هذه السقطة حتّى نُواجه بتبريرٍ أو اعتذار!
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://twitter.com/the_deal1/status/1584137575723171840?s=61&t=GTgZgU–q5ucRCl9dkqTvA