عقد منبر المؤسسين الدروز اجتماعا تناول فيه قضايا أساسية تتعلق بوجود ودور المكون الدرزي الكياني في لبنان في ظل ما يجري من أزمات تعصف بالكيان. واعتبر أن البنية الدرزية اللبنانية تسير في خطوات انحدارية على مستوى الحقوق الكيانية التأسيسية والدور والمشاركة المتساوية مع بقية الشركاء في الوطن. إعتبر المجتمعون أن من أسباب التقهقر الدرزي الحقوقي والسياسي هو الاحتكار السلطوي واختزال الحقوق والدور بشكل جائر على عائلتين من بقايا شظايا السلطنة العثمانية. وهذا ما أدى إلى تدمير فتاك في وجود الدروز كضرورة وطنية وكيانية وسياسية وعقلانية للبنان باعتبارهم آباء الكيان التاريخيين وحماته.
وأشار منبر المؤسسين الدروز الى أن الدروز في لبنان تمسكوا بهويتهم العقلانية الدرزية المستقلة برغم الحملات المستمرة التي استقصدتهم وتستقصدهم لإغراقهم في التبعية والذمية وإلغاء دورهم وجودهم وحقوقهم الكيانية التأسيسية المتساوية.
واعتبر المنبر أن الدروز بحكم عقلانيتهم من أكثر المكونات مدنية فعلاً ومنهج عيش وانفتاحاً، وهم كانوا وما زالوا الأكثر سعياً للعلمنة، ومن الداعمين للهوية الثقافية العربية المتنوعة المتطورة. دافعوا عنها كما دافعوا عن عمقهم الحضاري المشرقي وعن حرية المعتقد والفكر والكلمة والرأي. وتمسكوا بهويتهم العقلانية الدرزية وبلبنانيتهم الكيانية.
وأشار المنبر إلى أن كل الحملات التي استقصدتهم في اتهام القوقعة من قبل من لا يضمرون خيراً، تندرج ضمن مخطط تذويبي استبدادي اختزالي هدفه عزل الدروز واختزالهم واضعافهم وضرب وجودهم والتلاعب بمصيرهم وهويتهم كمؤسسين للبنان وعقلانيي المعتقد. وهم كما يشهد عليهم تاريخهم من أكثر الشرائح مدنية وعقلانية واندماجاً وتسامحاً في امتداد لدورهم التأسيسي الذي قام على الجمع والوحدة والعطاء والتضحية لنشأة الكيان وإشعاع لبنان، وذلك بالرغم من كل مخططات الإلغاء حقوقياً والتذويب وتفريغ لبنان من المكون الدرزي إلى دول الهجرة وعدم تجنيس الدروز المستحقين.
وفي ختام الاجتماع عبر تقنية زووم صدر عن المنبر البيان التالي:
يؤخذ على الدروز أنهم تخلوا عن تاريخهم وكانوا أسياد لبنان وحماته. فشارع السادات ببيروت سُمِّيَ بإسمهم. تم حرفهم عن خطهم كمؤسسين للكيان. أمامهم مهمة تاريخية في نفض غبار من أضعفوهم وتلاعبوا بهم وأذلوهم واستعادة حقوقهم التأسيسية لتحرير الدولة والانتقال للدولة الحديثة.
إن حقوق المؤسسين الدروز هي خط مفصلي أمام مستقبل الدروز بلبنان. ومن بعدها ينتظرهم التهجير القسري بصفة هجرة. إن تواطؤ من يتولون تمثيلهم بالتهاون بالحقوق الكيانية المتساوية مع بقية الشركاء، لأجل تخليد عائلتين من غير الدروز او مشروع خاص أمر منبوذ ومكروه درزياً.
ولو خرجت فئة تمثل المؤسسين الدروز وطابقت على إضعاف الدروز. ونسفت المصالح العليا للدروز بلبنان لإعلاء مصالح أخرى. فهذه الفئة إن كَبُرَت او صَغُرت هي جزء من كل وليس الكل. ولا تمثل الوجدان العميق للدروز، بل تمثيل مزيف ومضلل يخطف الدروز في غايات مناقضة لحقوقهم.
منبر المؤسسين الدروز
ولو خرجت فئة تمثل المؤسسين الدروز وطابقت على إضعاف الدروز. ونسفت المصالح العليا للدروز بلبنان لإعلاء مصالح أخرى. فهذه الفئة إن كَبُرَت او صَغُرت هي جزء من كل وليس الكل. ولا تمثل الوجدان العميق للدروز، بل تمثيل مزيف ومضلل يخطف الدروز في غايات مناقضة لحقوقهم.