لماذا تكتئب باستمرار؟
الكآبة تسبّبها سلسلة من الظروف المعيشية والسياسية القاهرة التي مرّ بها اللبناني مثلًا خلال سنوات الحرب الأهلية وبعدها، بعدما استلم أمراء الحرب السلطة فسرقوا أموال الناس وأذلوهم وفجّروهم وهجروهم.
سبب آخر يدفعك للكآبة يتمحور حول فساد التجار وأصحاب المصانع وفجورهم، ما أعلنته دراستان بريطانيتان!
هل تعلم أن الهواء الملوث من المصانع يسبب الكآبة؟
وهل تعلم أنّ المصانع تتغلغل اليوم بين منازل اللبنانيين، فتسبب الأمراض المميتة منها نفسية بامتياز!
اقرأ معنا ما توصلت إليه هاتان الدراستان!
دراسة نشرتها مجلة (غاما سايكتري) ضمت مجموعة مؤلفة من 390 إنسانًا في المملكة المتحدة أي بريطانيا، خضعوا للمراقبة على مدى نحو 11 عامًا، وقُدّرت مستويات التلوث التي تعرضوا لها استنادًا إلى عناوين منازلهم.
درس الباحثون مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 وPM10 وثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتريك، وكلّها غازات ملوثة صادرة من محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري وحركة المرور على الطرق.
توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها ما يلي: (التعرض على المدى البعيد لملوثات متعددة، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق).
قال معدّو الدراسة: (معايير جودة الهواء في دول كثيرة لا تزال تتجاوز إلى حد كبير أحدث توصيات أفادت بها منظمة_الصحة_العالمية، لذا ينبغي تحديد معايير أو قواعد للتلوث أكثر صرامة).
أما الدراسة الثانية التي نُشرت، أمس، في مجلة (غاما أوبن نتوورك)، فاتركزت على تأثير الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون على الذين من تتخطى أعمارهم الـ 64 عامًا.
النتيجة أعلنت تلوث الهواء سببًا لمعاناة الاكتئاب تحديدًا بالمراحل المتقدمة من العمر.
استندت الدراسة إلى قاعدة بيانات من (ميديكير) الذي يُعد نظام تأمين صحي مخصص لكبار السن في الولايات المتحدة، وشملت 8.9 ملايين إنسانًا بينهم 1.5 مليون يعانون الاكتئاب.
أظهرت النتيجة وجود رابط قوي بين التلوث والاكتئاب، تحديدًا خلال مراقبة مستويات الجزيئات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين.
يمكن تفسير هذا الرابط من خلال العلاقة التي لوحظت بين التركيزات العالية من الملوثات والالتهابات في الدماغ، بحسب الدراستين.
قال أوليفر روبنسن، أستاذ متخصص في علم الأعصاب والصحة الذهنية في جامعة (كوليدج لندن) ولم يشارك في الدراستين، إن هناك صلة قوية بين الالتهابات والاكتئاب.
تابع: (نتيجتا الدراستين تضافان إلى الأدلة المتزايدة التي تؤكد أن علينا القلق من آثار التلوث على الصحة النفسية، بالإضافة إلى روابط أكثر وضوحًا بين التلوث وأمراض الجهاز التنفسي).