ماذا يعني أن ترقص النجمة ويتمايل النجم لأجل خلق الفرح داخل قلوب متعبة وموجوعة، وفي أي ظروف تسقط هذه النظرية ومتى تصبح صحيحة؟
كيف يُخلق الفرح الآن وآلاف عالقون تحت الأنقاض في سوريا وآلاف آخرون ينتظرون خروجهم وتحديد مصيرهم؟
كيف تسير هذه النظرية على أكبر فاجعة إنسانية حدثت في دولة عربية خلال السنوات الماضية، بعد فاجعة تفجير مرفأ بيروت عام ٢٠٢٠!
نجم ينتظر تذكرةً للحضور، وآخرون ينتظرون شهادة وفاة أو حياة لمن يحبون ولا يعرفون هل يعودون أم لا؟
ماذا يعني هذا الفرح والسوريون يأكلهم الوجع؟
هل يفرح هؤلاء بـ(هزة) نجمة على المسرح، أو عندما يرون النجوم يتكاتفون ويجتمعون للمّ التبرعات ويزورونهم لدعمهم على الأقل من الناحية النفسية؟
كما حدث في تركيا؟
إقرأ: بث مباشر لنجوم تركيا لصالح المتضررين!
ولماذا علينا دائمًا أن نتغزل بنجوم غير عرب؟
ألا يحق لنا أن نحظى بنجومٍ على قدر عالٍ من الإنسانيّة؟
غنّوا إن فرض عليكم المنتجون بنودًا جزائية، وابتسموا ووجّهوا رسالتكم، لكن لا ترقصوا ولا تتمايلوا وكأنّ شيئًا لم يحدث!
هل رقصت أم_كلثوم عندما خاض الجيش المصري حرب ١٩٧٦ أو ١٩٧٣؟
هل رقصت صباح عند انطلاق الحرب الأهلية اللبنانية؟ أو فيروز كلّما خسرنا شابًا في بيروت الغربية، وآخر في بيروت الشرقية!
ولمن لا يعلم، هكذا قُسّمت العاصمة اللبنانية عند الحرب منذ ١٩٧٥ حتى ١٩٩٠، حتّى دُمّر الفاصل الحدودي في الشكل، لا في المضمون كما حدث مع جدار برلين.
ألمانيا الشرقية والغربية اتحدتا فأصبحت ألمانيا من أعظم دول العالم.
أما لبنان فأفلس وجعلنا حكامه نترحّم على أيام حربه، بسبب سرقاتهم والطائفية التي تغلغلت في نفوس معظم اللبنانيين، وفي سوريا حدثت حرب أهلية ثم زلزال وغالبية نجومها تفاخروا بتقديم مساعدات مالية زهيدة، فيما لم يزر أحد منهم المنكوبين!
إقرأ: مزايدات النجوم حول تبرعهم للمتضررين في سوريا ومن الصادق؟
من زاوية أخرى من هذا المشهد المأساوي، نجوم عرب رقصوا حتى أرهقوا (خواصرهم) أمس، وحصيلة الضحايا لم تتوقف بعد!
عبدالله بعلبكي – بيروت