المصابون بالسرطان يمتلكون ميزة لا يمتلكها سواهم، وهذا درس إلهي للجميع، فكلّ منا مهما عجز، يستطيع أن يتفرّد بميزة لا يملكها أغنى الأغنياء ولا أكثر الناس إدعاءً للكمالية!
القصة تبدأ بعدما فاجأ رجل أميركي مصاب بالسرطان الأطباء، بتغير لغته تمامًا لتتحوّل إلى اللغة الأيرلندية، رغم عدم وجود أي صلة تربطه بأيرلندا.
قالت لمجلة الطبية البريطانية (BMJ) إن الرجل الذي شُخصت إصابته بسرطان البروستاتا، تحدّث بلهجة أيرلندية لا يمكن تخيلها وبإجادة!
تابعت: (ليس للمريض أي خلفية أيرلندية، والباحثون قالوا إن اللهجة تتوافق مع متلازمة اللكنة الأجنبية (FAS)).
الرجل يواجه المراحل الأخيرة من مرض السرطان.
قال طبيب يعالجه: (تطور حالة الرجل المرضية خلق لديه اضطرابًا عصبيًا مصاحبًا للأورام الكامنة (PND)، ما جعله ينطق بطريقة غريبة، جعلته يتحدث اللهجة الإيرلندية ببراعةٍ لا نفهمها ولا نزال نبحث عن الأسباب الطبية الكامنة خلف ما حدث).
عام 2016، خضعت امرأة في ولاية تكساس الأميركية لعملية جراحية في فكها، فأصبحت تتحدث باللهجة بريطانية، بعد تشخيص إصابتها باضطراب عصبي نادر!
ما متلازمة اللكنة الأجنبية (واختصارها FAS)؟
حالة طبية تؤدي إلى التحدث بلهجة مختلفة عن اللهجة أو اللغة الأصلية، دون اكتساب مسبقٍ لها من المكان الأصلي.
تحدث هذه المتلازمة نتيجة لإصابة خطيرة في الدماغ مثل حدوث سكتة دماغية، أو قد تحدث نتيجة لتطور ورم في الدماغ، أو من إحدى حالات الصداع النصفي الحاد (الشقيقة الحادة)، أو تكون تطورت من حالات مرضية دماغية أخرى ومشكلات في إنتاج مسلك إنتاج الكلام في الدماغ.
قد يصاب الإنسان بمتلازمة اللكنة الأجنبية نتيجة لأمراض عصبية نفسية.
سُجلت الحالة الأولى من الإصابة بهذه المتلازمة عام 1907، فيما سجلت 62 حالة بين عامي 1941 و 2009.
تتسَبب المتلازمة تشوش المسلك اللفظي وعمليات التنسيق، لكنّ أغلب الدراسات العلمية تقول إن لهجة المريض الجديدة تشبه لهجات مناطق مقاربة لمنطقته أو بلده، أي ما سمعه باللاوعي دون أن يدرك منذ طفولته.
لكنّ بعض المثحدثين المصابين بمتلازمة اللهجة الأجنبية لا يكتسبون اللهجة الأجنبية مسبقاً، ولا يكونون طليقي اللسان بها، بل يتحدثون بلغات بعيدة عن مناطقهم كما حدث مع المواطن الإيرلندي!