لم أطلع عما فعله النجم السوري الراحل شادي زيدان قبل رحيله بأيام، بعدما وجّهتُ نقدًا لاذعًا إلى معظم نجوم سوريا، بسبب تخليهم عن واجباتهم الوطنية والأخلاقية تجاه شعبهم المتضرّر من الزلزال المدمر، الذي ضرب وطنهم وتركيا عند السادس من الشهر الحالي.
إقرأ: الزلزال أظهر الفارق بين نجوم تركيا وسوريا!
دوّنت نقدًا على حجمِ الموقف، بألمٍ صارخ اشتدّ عند رؤية نجوم تركيا يجمعون أكثر من ٦ مليارات دولار لصالح ضحايا الزلزال.
إقرأ: نجوم تركيا جمعوا أكثر من ٦ مليار دولار!
أضأتُ فقط على النجمة السورية كندة_علوش، بعدما وقفتْ أمام الحدود الأردنية السورية ببسالةٍ، وبإنسانيّة مضادة لشرور كلّ من ظلمها، ففتحتْ باب التبرعات لصالح أبناء شعبها.
لم أكن أعلم بمبادرة شادي، الذي حمل المساعدات بنفسه، ونظّم حملةً على قدر الإمكانات، فأطعم الجائعين، بعدما التهم الزلزال عشرات آلاف السوريين والأتراك!
عذرًا أيها البطل، لم أكن أعلم..
لو علمتُ لأنصفتُكَ، ولو علمتُ لطلبتُ من زملائكَ الامتثال بشجاعتكَ.
لكن كيف أعلم، وأنت الصوفيّ في الخُلقِ، تعطي ولا تقول، تفعل ولا تباهي؟
رفض الممثل الراحل حضور الكاميرات، ولم يستدعها، أو يفتح بابًا للتحديات، فموقف الأبطال عبر التاريخ، لم يضاهه أي تحدي!
لم تغره الاستعراضات، ولا ظهور باهت مزيّف أمام معاناة ضاريّة من صلبِ الواقع الصعب.
ضُغط شادي، حزن قلبه، فكان التأثير على العقل الذي أزعجته الأسئلة، ولم ترحه الهموم المتدرجة بدءً من حرب وطنه التي استمرت لعقدٍ ونيّف، إلى الزلزال وضحاياه من أبرياء ومتألمين، عاشوا عددًا من الآلام، فاق عدد السنوات.
رحل بهدوءٍ الموهوب الذي أضحكنا عبر (عفيف)، فكانت العائلة الدرامية الكوميدية السورية بسلسلة سادسة وسابعة، ثمّ وقف أمام شقيقه في (يوميات جميل وهناء) بجزئه الثاني (ألو جميل ألو هناء)، فلمع اسمه.
شادي ذهب بعيدًا عن صخبِ الظهور، عن آلات ومعدات، إضاءة وتسجيلات، تلفزيونات وسوشيال ميديا.
لطالما، قدّم ما يكفي، وفي دمائه كان يسري: حب وطنه.
أحبَّ شادي سوريا حتّى النهاية، فأصبح وفاؤه المؤشر الذي يُذكر.
وأنتم: ألا يستحق منكم هذا الرجل ذكرى لا تُمحى، بعد ثلاثة أيام من ترند منافق، عندما يغادرُ الإنسان، عبر منصّة الحياة أو منصّات أصغر ربما تكون أو أكبر، سمّوها (السوشيال ميديا)؟
عبدالله بعلبكي – بيروت