كتب شاب لبناني يُدعى حسين جابر رواية عن البطل اللبناني المسيحي باسل حبقوق الناجي من زلزال تركيا في السادس من شباط – فبراير.
وكتب حسين ناشرًا صورة باسل الذي كان مفقودًا لأيام في الزلزال قبل أن تجده وحدات الاغاثة في تركيا تحت الأنقاض:
باسل البطل المسيحي
“طلعوا يا حجة يا منموت سوا او منعيش سوا”
كلمات لا تنساها ذاكرة طفولتي قالها الشاب المسيحي “باسل” لوالدتي إبان حرب تموز ٢٠٠٦.
في اليوم ١٢ من حرب تموز ٢٠٠٦ كان خيار البقاء بالنسبة لنا كأطفال في منزلنا الكائن في بلدة البازورية بمثابة موت محدق ووشيك وذلك بعد ان إشتدت ضربات العدو العشوائية للقرى الجنوبية دون أن تفرّق وقتها بين حجر او بشر.
عند الساعة الواحدة ظهراً من ذلك اليوم، دخلت حارتنا “بولمان” كبيرة جداً بدا صوتها للوهلة الاولى كصوت عربة عسكرية، دب الرعب في نفوسنا واشتدت اعصابنا نحن كأطفال، إعتقدنا ان الخطر على عتبة الباب، وإذ بشاب مارد، يسوعي الروح، حيدري القلب، جنوبي الاندفاع، وتحت مرمى طائرات العدو يخرج من “البولمان” ويبدء بالصراخ طالباً من كل سكان الحي مرافقته الى بلدته مغدوشة التي لا يشملها العدوان.
خرجت والدتي الى ساحة الحي وتوجهت كما باقي الجيران الى ذلك الشاب الذي كان يقف عند باب “البولمان” وسألته ما الذي اتى بك الى هنا؟ هل انت واثق؟ فأجابها بكلمات تُعد لغاية اليوم الاقدس في سطور ذاكرتي:
“طلعوا يا حجة يا منعيش سوا يا منموت سوا”
وبالفعل، صعدنا “البولمان”، استقلها كل سكان الحي الذي يتجاوز عدد قاطنيه الخمسين، جلست خلف ذلك الشاب مباشرة انا وسائر افراد اسرتي، وقاد بنا رحلة البقاء على قيد الحياة.
على طول الطريق، كان الصليب في يده والقرآن على يمينه، عبر بنا تحت قصف الطائرات والبارجات الاسرائيلية مسافة ١٠٠ كيلو متر تقريباً حتى منحنا الامان وحط بأرواحنا في مدرسة مغدوشة الرسمية وبعدها الاشرفية كرم الزيتون.