مسلسل (وأخيرًا) نافسَ وينافسُ بفضل بطليْه قصي_خولي، أحد أعظم ممثلي الشرق، نظرًا لقدراته التمثيليّة الفائقة، وأدواته التي تتحدّث باستمرار عند كلّ صناعة لشخصيّة درامية.
وبفضل نادين_نجيم، الاسم الذي صنع نفسه بنفسه، فبات من كبار الأسماء في السوقيْن اللبنانيّ والعربيّ.
المرتبة التي حصدها العمل حسب إحصائيات (شاهد) والقنوات العارضة جيّدة جدًا، لكن هذا لا يشكّل بالضرورة صورةً نهائيّة ومنصفة عن الحكم النقديّ للعمل.
لو أننا لا نزال في منتصف الطريق، وثمّة حلقات لم تُعرض بعد، يمكن أن تقلب الطاولة رأسًا على عقب.
ليس ترددًا إذًا بل يجب دومًا إعطاء كلّ ما يكفي من الوقت والمساحة، ليحظى أي عمل بفرصة قول الكلمة الأخيرة، أمام محكمة المشاهدين.
نادين ذكيّة باختياراتها، وقصي يشرّح أي نص يقرأه ولا يوافق حتى يرسم خريطة وصول ناجحة ومتينة لفكر المشاهد قبل عينه.
إذًا المشكلة لا تكمن في الورق، بل في آلية التنفيذ.
هنا لاحظنا نقطتيْن نختصرهما:
- عندما يصل الممثل إلى ذروة الانفعال، لماذا لا نرى وجهه كاملًا لنلتقط التعابير، كما حدث مرارًا مع نادين التي اشتكت من عملية المونتاج؟
إقرأ: مشاهد مقطوعة لنادين نجيم في رمضان!
- كيف قُسّمت مساحات الأحداث، فحظي حدث بدقائق طويلة من العرض والتفسير والتحليل وغوص التفاصيل، وآخر مهم مرّ لثوانٍ معدودة؟ (مشكلة نصّ أو ترجمة نصّ إلى صورة، أي عملية تعديل؟).
(وأخيرًا) عمل جيّد، لكنّه لا يقارع العمليْن السابقيْن اللذيْن جمعا ثنائيًا متوهّجًا في الدراما العربية، أي قصي_خولي ونادين نجيم، فأصبحا على ألسنة المشاهدين، كعامودٍ متنقل لحواراتهما الرمضانيّة اليوميّة وبعدها، ونقصد (خمسة ونصف) و(عشرين عشرين).
عملان حصدا استحسان النقاد وفازا بقلوب المشاهدين خلال موسميْ رمضان لعاميْ ٢٠٢٠ و٢٠١٩.
ربما هذه مشكلة مسلسل (وأخيرًا) الأكبر!
فما توقعناه منه كان أكبر!
عبدالله بعلبكي – بيروت