(يوك) أعتقد أنها كلمة تركية، بقيت في لبنان من زمن الاحتلال العثماني، وكان اللبنانيون يستخدمونها كثيرًا بوجه العسكر المُحتل، للإجابة عليهم بأن فلان غير موجود، أي (لا)، وذلك حين كان الجنود العثمانيون، يبحثون عن الشباب اللبنانيي الفار، لتجنيدهم، وكانوا يطرقون الأبواب ويسألون عن الفار من التجنيد الإجباري، وكان صاحب البيت يجيب بأن فلان يوك، أي (لا) ليس موجودًا.
ما تعرضت له هيفا خلال معاناتها في المستشفى، يشير إلى أخلاق يوك، وإلى عسكر عثماني بلا شرف وبلا أخلاق بل ومعتدي على كل القيم الإنسانية.
هيفا وهبي متل اللعبة على سرير المستشفى
يوك.. هذا ما أجبت به من سألني، وكنا نضحك كما العادة، حين نسخر من المعتدين أو من موقف معيب، يشبه العثمانيين وبشاعتهم واعتداءاتهم.
نحن في الجرس لسنا من عشاق هيفا، ولا هي صديقتنا، بل لها سوابق كثيرة في الاعتداء علينا، وفي محاولة تجريمنا أمام المحاكم، لكن حين أُصيبت كان من أقل واجباتنا الأخلاقية، (البشرية) أن نقف معها، ونساندها، ونطمئن عليها، عبر قنواتنا وأولها المستشفى والأطباء وطاقم التمريض، ليس ققط بهدف نشر خبر، بل لنتأكد أنها تتعافى، وأنها تمتثل للعلاج، وأنها ستنجو من الإصابة.
أليس هذا ما يجب أن تكون عليه ردةُ فعل أي بشري بقي عنده القليل من الإنسانية، التي فاجأت الكثيرين ممن لا يعرفون شيئًا عن الأخلاق ولا حاولوا أن يعرفوا.
أحد الصحافيين لا يزال يوزع خبره وينشره ليحقق أعلى نسبة انتشار، وهو من الذين عينهم سعد الحريري في مركز دقيق، وكان على صداقة مع هيفا لسنواتٍ طويلة، في حين كنا ننازلها أمام المحاكم، فسارع حين مرضها للتخمين، وللاعتداء على كرامتها وهي في عزِّ ضعفها وآلامها.. وفوق ذلك سخر منا في جلساته وتخيّل ما أراده وفسر موقفنا كما تتخيل له نفسيته ودفع بإحدى أجيراته لشتمنا والاعتداء علينا محاولاً تغيير مسار موقفنا عبر تهديداته معتقدًا أن أحدًا يستطيع لوي سواعدنا أو أقلامنا بحكم منصبه!
كانت هيفا تبكي وكان المُعيّن من رئيس الحكومة يكتب أبشع ما يتخيله رأس.
كان المرضُ يذلُ جسدها المكسور، وكان المُعين من رئاسة الحكومة، يذلها بتلفيق الأخبار الكاذبة التي رغب البعض بتصديقها ولا يزالون، فيتداولونها حتى اللحظة ويراسلوننا كي يتأكدوا من صحتها!
ولمن يصدقنا نقول:
هيفا أُصيبت ودخلت المستشفى وخضعت للعلاج، وخرجت بالسلامة.. والحمدالله.. وبس.
أسرة الجرس