أصالة نصري صاحبة صوت متميز بين فنانات العرب، لكنها جاهلة موسيقيًا، وغير مثقفة وُتفاخر بقلة ثقافتها، وعدم إلمامها بمسلمات العلوم الموسيقية، وتُشتهر بتسرعها وعفويتها الغبية والمبالغ بها بلقاءاتها وتصريحاتها، والتي تُفقدها بريقها!
من يسمعها في الحفلات واللقاءات، يتعجّب من كمية جهلها رغم مسيرتها التي بدأت منذ عقود، وتفاخرها عندما تقول إنها لا تعرف الفرقَ بين المقامات السبعة بالغناء: الصبا، البيات، السيكاه، العجم، النهاوند، الكورد، والحجاز، واستفسارها الدائم من فرقتها وسؤالها: (من أي طبقة هذه الأغنية؟)، وكأنها مبتدئة احترفت الغناءَ أمس!
أصالة لا تعرف نوعية الطبقات التي تغنيها، وإحدى المرات طلبت من رئيس فرقتها أن يشرح لها ما قصد عندما أخبرها بضرورة أداء إحدى أغنياتها على طبقات (بيات دو) و(دو) و(ري).. الفنانة السورية لا تعرف الفرق بين الـ (دو) و(ري)!
لا تخجل وتحكي دائمًا إنها لم تدرس الموسيقى، ولا تفهم أن المفاخرة بالجهل لا يُحسب تواضعًا أو تصالحًا مع الذات، بل جهلاً مضاعفًا، وكأنها تدعو زملاءها لعدم التطور وتسخيف تلك المعلومات القيّمة.
في برنامجها (صولا)، كنا نراقبها تتفاجأ عندما يتحدث ضيوفها عن المقامات والطبقات، وتسخّف أحاديثهم وتقول هذا ليس مهمًا، ولعل ما أدهشني أكثر عندما طلبت الضيفة الفنانة المغربية فدوى المالكي، من الموسيقين العزف على مقام (الكورد) الأكثر شيوعًا في الشرق العربي، وردت أصالة: (آه، يعني بتعرفي شو بدك تطلبي من الاساتذة، حافظتين؟!).
عندما شاركت كعضو لجنة التحكيم في برنامج فنان العرب، كانت تعقّب بسخافةٍ على أداء المشتركين، تصفّق وتمدح دون أن تعرف ما الطبقة التي استخدموها بالغناء وإن أخطأوا أو لا، وزميلها القدير محمد عبده كان يلتزم الصمت ولا يصحح لها، ويعقّب بحرفيةٍ عالية، ونذكر غلطة وقع بها فنان العرب لكنه لا يتباهى بها وذلك بما قاله لمشترك عندما غنّى بطبقةٍ مرتفعةٍ: (صوتك سوبرانو)، وطبقة (السوبرانو) مخصصة للمرأة التي تمتلك مساحات صوتية ضخمة، فيما يقال عن صوت الرجل (تينور)، أما الرجل الذي يمتلك خامةً أنثوية أكثر كحسين الجسمي فيُوصف صوته بالـ (كونتر تينور)!
عبدالله بعلبكي – بيروت