أعلنتْ الممثلةُ السورية الكبيرة أمل_عرفة انسحابَها من الجزء الثالث من مسلسل (حارة القبة)، لكن الإعلان هذا رافقه غضبٌ مُبرّر من المنتجين السوريين الذين يعتمدون سياسات تهميشيّة بحق نجوم وطنهم، فلا يمنحوهم حقوقهم الماديّة ولا المعنويّة ولا الإنسانيّة ولا الأخلاقيّة حتّى!
ما كتبتْه أمل مُوجعًا لكنّه قرارُ شجاع متمرّد لنجمةٍ أبتْ منذ الانطلاقة الأولى أن تخضع أو تهبط بكتفيْها إلى الأرض أمام مخلوقٍ، مهما على شأنه (المصرفيّ).
اقرأوا كلّ ما جاء بنصّها عبر الوثيقتيْن أدناه.
إذًا يسعى غالبية منتجي سوريا إلى تحقير كرامات نجومهم، فاعتماد حجة الحرب الداميّة التي بدأت عام ٢٠١١، لعدم منحهم ما يستحقون من أجرٍ، مستغلين تدهّور العملة الوطنيّة وتراجع المستوى الاقتصاديّ، ليجنوا من الأرباح ما يفوق لأي ضمير أنّ يستوعبه.
أمل عرفة، يقول عنها الممثل الكبير من وطنها أيمن_زيدان مدافعًا: اسمك يكفي.
نعم يكفي، ابنة الملحن السوري القدير سهيل عرفة، لكنّها الفتاة التي لم تتكئ على عكازتِه، فرسمت خطّها الفني بحبرِ موهبتها التي أحدث إجماعًا نادرًا بين أقطاب الجماهير في سوريا، وعلى بقعٍ جغرافيّة عربيّة مُتسعة.
ممثلةُ الكوميديا التي بلورتْ شخصيات عدّة، ونقلّتها من عالم الدراما التخيّلي إلى الواقع الكونيّ المجرّد.
التراجيديّة التي ما وجدت صعوبةً يومًا باستخراج دموعنا، لتصعد بحذاقةٍ نحو القمّة، فتتوهّج منافسةً أهم ممثلات الشرق.
أمل الانسانة، وفي رصيدها ما يكفي من المواقف المُرهفة الأخلاقيّة المُشرّفة.
السوريّة التي لم تبعْ أرضَها أو تترك هواءَها، المحايدة، الخائفة على شعبْها والحاقنة لدمائه، لم تتخّذ موقفًا يضاعف الشرخ المجتمعيّ، لتلّم شمل من فرّقتهم ويلات الحرب الإجراميّة.
أمل الأم، وما أعظم رسالتها الحياتيّة عندما رعت ابنتيْن ولا تزال، جاهدةً لأنّ تصنع منهما سيّدتيْن من الطراز الاجتماعيّ والمهنيّ الأنجح.
إقرأ: أمل عرفة الأم الأجمل بين نجمات العرب – صورة
النجمة التي يلاحقها مئات الآلاف عبر مواقع التواصل، وملايين خارجها.
الأيقونة الشابة، وبسمة الدراما السوريّة، وأستاذة المدرسة التي تقدّم حصصًا بل صفوفًا في التمثيل، تختلف لا تتطابق ولا تُقلّد.
وسط التهميش الإنتاجيّ المريب، برقي تواجه، بفطرة التربيّة السليمة، تقول إن الغياب أفضل، من تسليم رقبتها لحفنة من المنتفعين المتسلقين في الدراما، بل تجار الحربّ الأكثر شرًا.
لكنّ أمل ومن مثالها، تُغيّب قلناها سابقًا، لكنّها لا تغيب.
إقرأ: أمل عرفة غُيّبت أو غابت تبقى في قلوبنا!
لا تغيب عن قلوبٍ ولا ذاكرات، ولا عن رؤانا للمشهد الفنيّ، كصحافيين لبنانيين.
حقيقةٌ لا نجد لها مؤشرًا بين زملائنا الكرام في سوريا، حيث يسيطر الصمت على جلّ الصحافيين، فيما يصدر البعض مواقف مخجلة، لا تليق بحجم الحدث، ولا بحجم أمل.
لكنّنا ومن لبنان نقول، هنا سوريا، هنا نجومها الكبار، هنا حقوقهم، هنا كراماتهم التي نرفض أن تُمسّ، ومعك نحنُ يا أمل نخوض المعركة لأجلك ولأجل الدراما في سوريا، وأيّ دراما عربيّة قيّمة، حتّى يعود الحقّ إلى دارِ أصحابه، وأنتِ صاحبة حق، بل أكثر.
عبدالله بعلبكي – بيروت