أمل_عرفة لا تُغيّب، رغم إصرارها أنّ ابتعادها عن الشاشة قرار لم تتخذّه بل اتخذه آخرون أرادوا لأمل النجمة أن تُقصى، فدخلت أكثر إلى القلوب.
إقرأ: أمل عرفة رغم الحزن احتفلت بعيدها ورسالتها مُوجعة لوطنها!
هذا الموسم، ليست موجودة، لكنّ مكانتها راسخة في الذاكرة التي لا تنسى.
(ذاكرة المشاهدين قصيرة)، قاعدة أرفضها في عالم التلفزيون، المشاهدون أوفياء، وإلا ما استمروا يستمعون إلى كلّ عملاقٍ فارقنا، يشاهدون كلّ قدير غيّبه الرحيل الجسدي عنا.
أمل أمضت توقيعًا ثابتًا في سجل المكتبة الدراميّة السوريّة، بل العربيّة.
إقرأ: الصورة الأوضح لملامح أمل عرفة وهنا بعض الأسرار!
عندما بدأتْ الدراما السورية رحلة انتشارها، فاقتحام الحدود الجغرافيّة، كانت تبدع في محور الكوميديا، فتتسيّده عبر (دنيا)، الذي صُنّف ولا يزال أكثر أعمال سوريا نجاحًا على المستويْين الفنيّ والجماهيريّ.
أي أنّها من المُساهمات في ميزة الانتشار الجغرافي لدراما وطنها، ما يرفعها إلى رتبة المناضلات.
من يقدّم لوطنه، لا يُنسى..
أمل ممثلة لا تكتفي بتقمّص الشخصيّة الدراميّة، بل تعمل على إلغاء المسافات بينها وبين عين المشاهد، لتجعلها أمامه، كأنّها امرأة تعيش في عالمه الخاص، يشعرها ويتفاعل معها بانفعالاته.
المهارات لدى أمل تحتاج تحقيقًا مُوسّعًا، لنشرح عوالم تفرّدها وخصوصيّتها كممثلة لا تشابه الأخريات، لم تسعَ لاستنساخ تجربة إحدى الكبيرات، أو لتقليد زميلة ما حصدت نجاحًا ما.
أما الكاتبة فتلك التي كتبت (عشتار)، المسلسل الذي طرحها ممثلةً عابرة للحدود مرة أخرى، بصوتٍ أجمل من معظم مغنيات الشرق، لتنال نجاحًا ساحقًا مُتمثّلًا بقدرته الفائقة الخارقة المُستمرة حتّى اللحظة على تحقيقه أعلى نسب المشاهدات كُلّما عُرض، رغم مرور ١٧ عامًا على بثّه الأول.
(رفة عين) تجربة أخرى لقلمٍ لا يجفّ حبر إبداعه، قبل أن تعود بالجزء الثاني من (دنيا)، فتستعيد مع المشاهد ذكريات لعملٍ عُرض آخر التسعينات، باقٍ بترسباته، حتّى العقد العشرين من القرن الواحد والعشرين.
أعمال عديدة تخطر على الذاكرة، أمل لعبت أنماط تتناقض بالتركيبة النفسيّة، أي ببناءٍ سيكولوجيّ مُشكّل بعوامل بيئية واجتماعيّة مُختلفة.
في الكوميديا وصفناها، في التراجيديا إقناعها لا يقلّ، تمتلك النجمة السورية مهارة الانتقال من ساحة درامية إلى أخرى بسلاسةٍ، ومن شخصيّة إلى أخرى ببراعةٍ.
كلّ هذا والمزيد، تستحقه النجمة التي لا يلغيها موسم ولا اثنان.
نجمةٌ مثلها تعود وكأنّها لم تغبْ لحظةً، وعودتها ليست كأي عودة.
عبدالله بعلبكي – بيروت