لم نكن نتوقع أن بعضاً من النجوم السوريين، والذين عرفوا بولائهم لرئيسهم بشار الأسد، وحاربوا الأوياش السوريين مع الجيش بمواقفهم وصمودهم، أن يهبوا دفعة واحدة ليوجهوا انتقادات علنية تشكل نوعاً من الانتفاضة الشبيهة لصراخ اللبنانيين ويشتكون القيادة السورية وعلى رأسها بشار الأسد بعد انتصاره على الإرهاب البارحة وليس قبل سنوات!.
وكانت أول نجمة سورية تتجرأ على إرسال صوتها لبشار الأسد، هي النجمة السورية شكران مرتجى التي بعثت رسالة مطولة للأسد تخبره فيها عن معاناة الشعب السوري وانقطاع الكهرباء بالإضافة إلى ظهور السوق السوداء واحتكار الأسعار (يمكنكم قراءة التفاصيل عبر اللينك أدناه)
اقرأ: شكران مرتجى للأسد: الي ما مات بالحرب بيموت من البرد والغلا
بعد شكران، فاجأنا الممثل السوري القدير والمثقف جداً والواعي سياسياً، أيمن زيدان، برسائله القاسية إلى الحكومة السورية وسأل المسؤولين لمَ يقتلون بهجة الشعب السوري بالنصر، وطالبهم بعدم سرقة كبرياء الشعب وهم يلهثون خلف تفاصيل الغاز والكهرباء. (يمكنكم قراءة التفاصيل عبر اللينك أدناه)
اقرأ: أيمن زيدان يهاجم الحكومة السورية واتهامات قاسية
أما الممثلة السورية إمارات رزق أيضاً هاجمت قيادتها، واستعانت بكلام أيمن زيدان لتعلن عن موقفها الرافض للإصلاحات السريعة في البنية التحتية في البلاد. وقالت: لماذا تقتلون بهجتنا بالنصر؟ لا يتوج إكليل الغار في العتمة. نحن سكان الضوء.. نكره صقيعكم وعتمتكم، شمس دمشق أكبر من تبريراتكم، دعونا نتدفأ بوطننا الذي نعشقه.
ماذا يحدث مع نجوم سوريا، ولمَ يهاجمون وينتقدون قياداتهم، وهم يعلمون بأن ما دمرته الحرب لا يُمكن بناؤه في يومين وما قطع أوصاله الإرهاب والحرب العالمية التي شُنت على سوريا لا يمكن معالجته بأسابيع، وقد يستغرق إعمار سوريا سنوات.
ألا تفهمون أن الدنيا ليست بامبي.. هل تطالبون بأجور سريعة وتعويضات لصمودكم؟ أم تمنون أبطالكم!؟
ها هو الشعب السوري (2 مليون) في لبنان لا يطالب بالكهرباء ولا بفراش ولا بلقمة.. ويئنون صامتين.. لا نسمع صراخهم.. ينامون على الحجر وعلى الأرصفة تلتحفهم السماء الغاضبة..
وحسب تقرير العام 2015 فإن 11 مليون مشرد سوري لا يملك فراشاً ربما..
ملايين الأطفال من السوريين لا يملكون ثمن دواء ويموتون من الصقيع والجوع.. وأنتم تريدون الضوء.. خسئتم. أيه والله خسئتم كم عبرتم عن قصر نظر وعن طمع وعن هشاشة..
ولن تردوا اعتباركم إلا إذا اعتذرتم وتحركتم، وبكل الوسائل، وطالبتم قياداتكم والأمم المتحدة، وكل الجهات المعنية ومنها المنظمات العالمية، بحماية المظلومين من النازحين السوريين، وتأمين أقل مستلزمات بعض حياةٍ كريمة، بل عليكم الحضور فوراً إلى لبنان، والالتحاق بمجموعات لبنانية تساعد الأطفال والعُجز، فتؤمن لهم غطاءً وموقداً وشمعة، ليتمكنوا من ضمانة يوم جديد مع الحياة..
كثيرون يموتون من القهر، ليس من قلة الاستمتاع ببهجة النصر.. بل من قلة فهمكم ووطنيتكم الحقيقية.
كثيرون يموتون في الليالي، ليس من قلة الضوء بل من قلة حيائكم.
أسرة التحرير – الجرس