اعتدنا أنّ ندفع أثمان حماقات ساسةٍ عاثوا في أرض لبنان فسادًا ونصبًا واحتيالًا، ولا يزالون يصرّون على اعتماد منهج سلطوي رديء مبني على الزبائنيّة والمحاصصات الطائفيّة، رغم تدهور الأوضاع الاقتصاديّة ووصول الوضع المعيشيّ إلى الحضيض.
هذه المرة خرج شربل وهبي، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، يهاجم المملكة العربية السعودية، شقيقة لبنان العربيّة، متهمةً إياها بتصدير داعش والتنظيمات الإرهابية إلى الشرق العربي، واصفًا شعبها بالبدو.
هنا التفاصيل: إقرأ: نجوم لبنان يتضامنون مع السعودية ودول الخليج ضد الإساءة!
تصريح غير مسؤولٍ لمسؤولٍ وُجب أن يتحدّث بمناقبية وظيفته كوزير للخارجية، باسم الدولة اللبنانيّة، محاولًا تحسين علاقاتها الدبلوماسية المتأزّمة أساسًا، لكنّه خرّبها أكثر فأضاعنا في براثن غبائه وميوله السياسية التي انتصرت على حسّه الوطني ومصلحة شعبه.
السياسيون يذلّوننا معيشيًّا، نقف طوابير أمام محطات الوقود، لا نأكل ونشرب كما السابق لانحدار القدرة المعيشية، لا نترّفه، لا نشتري البضائع التي نحتاجها، لا نعيش حتّى أدنى المؤشرات تصنيفًا في الكون، والآن يكرّهون أشقاءنا العرب الذين دعمونا وأحبوا بلادنا ورفضوا التخلّي عنها بأشد مصاعبها.
لكنّ نجومنا كانوا أسياد المعركة الإصلاحية، ليقفوا في الميدان الأول، رافعين رؤوسنا، رافضين وضعها تحت تراب الحكام المتسخة، راسلين أجمل رسائل الحبّ والتضامن للسعودية وبقيّة دول الخليج العربي الحبيب.
ما أجملهم، يصدّرون أشرف الواجهات عن وطن الأرز، يندفعون بوجه كلّ المحاولات البائسة لتشويه صورة الأرض والعرض والبلد، يصحّحون أخطاء قاتلة لحكامٍ هرموا وتعجرفوا وها ينهون أنفسهم بأنفسهم.
صباح التي قالت يومًا لرئيس جمهورية بعدما رفض استقبالها وعاد لاحقًا ليشاهدها تحيي إحدى المهرجانات: (لن أسلّم عليك، أنا فنانة عمر مسيرتي ٥٠ عامًا أما أنت فسنّ ولايتك لا يتخطى الست سنوات).
فيروز التي عشق سكان الكون لبنان عبر صوتها.
وديع النموذج اللبناني الأصيل، نصري وجه لبنان المشرق، ملحم_بركات معلّم الأغنيّة اللبنانيّة.
الآن نجومنا يتابعون دربًا لا تطفئ به شوارع بيروت، يتمسّكون بمنهاجٍ لا يسقط لبنان به.
نجومنا لا يخدمون أحذية السياسيين، بل ينحنون أمام وطنٍ يرفضون طعنه بالصميم، يشجبون رميه في مستنقع الحاكمين السافلين الحقراء، يرفعونه إلى السماء مستثمرين نجاحاتهم وجماهيريتهم الواسعة.
أما نحن فنساندهم كصحافيين وطنيّين، ونمدّ أيادينا بالكامل لأشقائنا، نقول لكم إنّ وهبة وغيره من الوزراء لا يمثّلوننا، وكلّهم كُلفوا في حكومة انتُخبت زورًا من مجلس نيابي فاقد للأهليّة والثقة والنزاهة، داخله أحزاب فاسدة تتحالف على دمائنا، تتفق على قتلنا، تلاحقنا أينما تغرّبنا وهربنا من وضاعة وفشل حكمها.
نحن معكم، نرفض الإساءة، بل نحمّل وهبة المسؤوليّة، وخلفه كلّ الطغمة الحاكمة.
قلوبنا واحدة، تنبض ارتباطًا وثيقًا بكم، أنتم شركاء الجغرافيّا والتاريخ واللغة والدين والتقاليد، لن يفرّقونا عنكم، لذا أكتب من بيروت لكم الآن، وأقول:
هنا الرياض، هنا المنامة، هنا دبي، هنا كلّ عاصمة عربيّة، لا تحيا بيروت دونها.
عبدالله بعلبكي – بيروت