آلامٌ كُبرى اخترقتْ قلوبنا وسلبت عنوةً مكانًا داخلها غير قابل للاجتياز، ليس كلامًا شاعريًا، بل حقيقة جمّة نواجهها كلبنانيين أُصبنا بنعمة الأرض ولعنة الحكام.
نختنق حتّما نطالب تنفّس بعض الهواء النقيّ، في الترجمة نريد ترفيهًا، خروجًا من كآبة سوداوية ما أبت التخلّي عن مهمة إرهاق البال وتشتيت آماله.
في رمضان، المسلسلات جيّدة، قصّص بعضها أجمل، ثمّة حرفيّة، الكمالية مفقودة، النقص يصيب أحد أعمدة المشاريع، لكنّها تبقى مشاريع لافتة.
إقرأ: موسم رمضان: هذا ما ينقصه وهؤلاء تفوّقوا لكنّ!
معظمها تصوّر غيومًا سوداء في سمائها، أي تعرض القصّص التراجيديّة، أو المتوازنة التي تميل للنهايات المخيّبة، تلك التي تسرق ابتسامات قد لا تُوجد أساسًا.
هناك استثناء، إعلان لا مسلسل، عُرض قبل الموسم الرمضاني، استمر عرضه بعده، نسب المشاهدات، تفاعلات الجماهير، عفوية بطلته، من حسمتْ عمرًا مديدًا له.
الممثلة القديرة ليليان_نمري غير متواجدة في السباق، بل بين مشاهد عناصره، تمرّ الإعلانات، يستوقفنا إعلانها.
(جورجيت درباس) التي لعبتها بمسلسل (ع اسمك)، ذاتها، تصل إلى إحدى الشركات، تغازل شابًا يعمل تحت أجنحتها، يرافقها في جولة تعريفية على كل الأقسام.
إقرأ: ليليان نمري شكرًا لكِ على هذا! – فيديو
تنسى كلّ المعلومات، العقل يدور حول جمال الشاب الوسيم، كيف تغريه فتلفت انتباه بتركيبة شخصيّة أسرت قلوب المتابعين.
(جورجيت درباس) الدور الدرامي اللبناني الأهم مذ سنوات، الأغزر في التكوين، لمعلّمة مدرسةٍ أوهبت عمرها لوالدٍ، فأسقطتها مغريات الحياة بعد عمرٍ ودّ الانتقام على التضحيّة به، لتغرم بشابٍ يسرق منها ما تملكه.
إقرأ: ليليان نمري تُكسب الـMTV وتنقذ (ع اسمك) وليس دور عمرها! – صورة
ليليان تجيد فنّ صنع الابتسامات، فنّ وجوديّ صعب، أصعب في لبنان الحزين بسبب إبعاده عن هيئة وجوده، عن وجوهه، عن واجهاته، عن كلّ ما يشبهه.
ملعب الكوميديا أشبه بالصحراء القاحلة، نادين_الراسي تقدّم عملًا واحدًا لكنّه كالبطة السوداء، لم يلقَ دعمًا كغيره، رغم سلاسة قصّته.
ليليان تحقّق المعادلة في غير مكانها: إرضاء الجماهير ونسبة المشاهدات المُرتفعة.. لا ساحة المنافسة، بل ساحة الإعلانات.
إعلان يفوق الإعلانات، يقول عنه المشاهدون: (أجمل شيء نشاهده في رمضان).
الأجمل لأنّه الأجمل، هكذا ببساطة، يلبي ما نريده، يمنحنا الاكتفاء الذاتيّ.
نحن نريد أن نردع الأحزان، نريد ابتسامةً.
ابتسامةٌ هي الأجمل، تقدّمها ليليان نمري لمشاهدين لبنانيين يعشقونها، ويجتمعون على محبتها.
يقسّمهم كثيرون، أما الجامعون فقليلون، أهمهم تبقى هذه السيّدة الكبيرة.
عبدالله بعلبكي – بيروت