شتم مؤيدو السلطة وتحديدًا التيار الوطني الحر الذي يمثّله رئيس الجمهورية ميشال عون ويقوده الآن جبران باسيل الممثلة والكاتبة اللبنانية كارين رزق الله، لأنها نشرت صورةً لها، ظهرت تبكي وتقول: (أبدًا أبدًا.. مش مبسوطاااع).
هؤلاء يهينون ويحقّرون كرامة كل فنان رفض أن يكون بوقًا لزعيمٍ فاسدٍ، وساند مطالب اللبنانيين المضطهدين، وثورتهم الراقية التي تشرف رؤوس كل العربان الذين فشلوا أن يخلقوا ثورةً مماثلةً بعيدة عن الدم والفوضى والحروب الأهلية البعثية.
أولئك الذين يسبون المرأة والعجوز والشاب والطفل ويتهمونهم أنهم مملون من السفارات ويستخدمون ألفاظًا سوقية ومقززة مثل (العاهرة) و(القحباء) ويحاضرون بالعفة، تعدوا على كارين وزعموا إنها تنمّرت على المواطنة جيهان خوري، التي أشتُهرت بكلمة (مبسوطااع) وكانت رددتها أثناء انتخاب عون كرئيس الجمهورية منذ ثلاث سنوات.
كلمة جيهان التي صارت على لسان اللبنانيين ودخلت قواميس أحاديثهم اليومية، صار من المعيب استخدامها من النجوم ولو على سبيل المزاح، لذا تعرضوا لشرف الكاتبة اللبنانية واتهموها بعلاقات جنسية مع زملائها من بديع أبو شقرا ووسام حنا، وكتبوا ما يمثّل أخلاقهم وتربيتهم.
بعض الصحافيين الذين يتبعون التيار الوطني الحر ساهموا بحملة تشويه سمعتها وقللوا من شأن اسمها ومسيرتها، ونصّبوا تلك الصبية بطلةً أما كارين فوصفوها بالمتنمّرة والوقحة التي تستحق الجلد وعليها أن تعتذر وكأننا بتنا نعيش في دولة بوليسية!
هؤلاء تناسوا الأعمال الوطنية التي قدّمتها ونقلت عبرها أوجاعنا وهمومنا وأزماتنا إلى الشاشة الصغيرة قبل اندلاع الثورة حتى، وكل الصرخات التي دعت المشاهد إلى الانتفاضة ضد طبقته التي تسرقه وتجعل منه كائنًا مذلولًا ومستحقرًا ومعدوم الكرامة في وطنه.
كارين ألغت الصورة احترامًا لتلك الشابة رغم أنها لم تخطئ بحقها، بل ظهرت كما اعتدناها راقيةً ومهذبةً وكبيرةً في أخلاقها قبل فنها رغم كل حملات الإساءة لشخصها، أما لأولئك الجهلاء الذين سلّموا رقابهم وضمائرهم وحرياتهم لزعماء يبيعونهم بصفقةٍ، فندعوهم للإطلاع مجددًا على أعمالها المميزة، لعلهم يعرفون كم أخطأوا عندما قارنوا فتاةً لم تقدم إنجازًا واحدًا يجعلها مدعاة للمفخرة، بفنانة عظيمة أعادت الهيبة للدراما الوطنية ونافست الأعمال التجارية المشتركة، وأوصلت آلامنا كلنا إلى الرأي العام الذي أشاد بها مرارًا.
عبدالله بعلبكي – بيروت