يستأنف الذهب مكاسبه اليوم بنسبة 0.55% ويستعيد مستوى 2176 دولاراً للأونصة بعد التراجع الذي سجله خلال الجلستين السابقتين عند ملامسته لأعلى مستوياته التاريخية عند 2222 دولاراً للأونصة.
تحركات الذهب اليوم تأتي مع بداية أسبوع غني بالبيانات المهمة خصوصاً من الاقتصاد الأمريكي والتي قد تساعد الأسواق على تأكيد توقعات بشأن المسار المحتمل للتضخم وسعر الفائدة لبقية هذا العام.
في الجمعة القادمة تترقب الأسواق ارقام مؤشر أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي (core PCE) لشهر فبرايرمع التوقعات بتماسك التضخم عند 2.8% على أساس سنوي وتباطؤه قليلاً إلى 0.3% على أساس شهري من 0.4%.
فيما أن عودة المؤشر المفضل للفيدرالي لتتبع التضخم للنمو المتسارع مجدداً قد يكون المساهم الأكبر في تشكيل الضغط على الذهب للتخلي عن مستوياته القياسية وذلك في حال استمرار انتعاش عوائد سندات الخزانة.
توقعات الأسواق تشير إلى خفض محتمل لثلاث مرات لسعر الفائدة سيبدأ بها الاحتياطي الفيدرالي في يونيو القادم. في حين أن تسارع تضخم أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي مجدداً بخلاف التوقعات الحالية قد يساهم في زعزعت هذه التوقعات قليلاً وان يبدو أن الأسواق متمسكة للغاية بفرضية بدء مسار خفض سعر الفائدة فعلاً في يونيو وبذلك يكون السؤال عن عدد مرات الخفض التالية.
أما غداً فيتوقع أن نشهد انتعاشاً طفيفاً في مؤشر ثقة المستهلك من Conference Boardفي مارس بعد الانخفاض لأول مرة منذ ثلاثة أشهر في فبراير.
أيضاً هذا الأسبوع ومن سوق الإسكان فننتظر اعانات البطالة الأولية الأسبوع وتأكيد قراءة الربع الرابع للناتج المحلي الإجمالي وثقة المستهلك من جامعة ميشيغان.
على المدى الأبعد، فتضيف الحيازات المستمرة للبنوك المركزية والتي سجلت أعلى مستوياتها التاريخية خلال العامين الفائتين في دعم مكاسب الذهب هذا العام أيضاً مع تعزيز الاحتياطيات من السبائك وذلك في مسعى للتخفيف من الاعتماد على الدولار الأمريكي ومواجهة المخاطر المحيطة.
في المقابل من مشتريات البنوك المركزية القياسية نجد تحركات مساراً مختلفاً في الأسواق الأمريكية حيث تستمر صناديق الذهب المادي المتداولة في النزيف وتسجيل التدفقات الخارجة والمستمرة أيضاً منذ بداية الفيدرالي رفع سعر الفائدة في الربع الأول من العام 2022.
في حين أن هذا الرفع السريع لسعر الفائدة أدى إلى هبوط واسع لأسعار السندات وهذا ما جعل صناديق السندات جذابة للغاية وهذا ما أدى إلى تسجيلها لتدفقات ضخمة خلال العام 2023 وإلى الأن وذلك للاستفادة من العوائد العالية – الموجبة الحقيقة بعد تعديل التضخم – والتي لا يقدمها الذهب أيضاً.
المخاطر الجيوسياسية تقدم علاوة إضافية لسعر الذهب هذا العام أيضاً وذلك مع التصاعد المستمر للأعمال العسكرية سواء في الشرق الأوسط وأوكرانيا على نحو مستمر ومثير للقلق. وذلك مع عدم وجود لأي ملامح لتسوية قريبة لأي من الصراعات المشتعلة.
كما تتخوف الأسواق من الاسوء بما قد يؤدي إلى خروج الصراعات الدائرة على الجبهتين عن السيطرة وذلك مع سلسلة الأحداث المتسارعة خلال الأسبوعين الفائتين.
تحليل لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط