(الباشا) محاولةٌ دراميةٌ لا بأس بها من المنتج مروان حداد، الذي راهن على بطله الممثل السوري الكبير رشيد عساف، إلا أن النتائج لم تأتِ كما اللازم، حتّى لو حصل على أعلى نسبة مشاهدة، فهذا ليس معيارًا بظلّ تفوق البرامج المنحطة والرديئة، وتراجع الذوق العام.
القصة جميلة لكنها غير مشغولة دراميًا أي المعالجة الدرامية أسوء من سيئة، السيناريو سخيف والحوار مفقود بالكاد يتحدث البطل أما كلّ الممثلين بدون استثناء لم نحفظ كلمة قالوها- هذا إن قالوا- وقد يعتقد البعض إنهم يرتجلون (النعم) وال (لا) وبعض الكلمات التي يقولونها.
لم يدر المخرج عاطف كيوان إنفعالات ومواهب الممثلين، وكنا أثنينا على إخراجه مشاهد الحلقات الأولى، إلا أن العيوب التي تكاثرت لاحقًا لم نعد نحتملها.
إقرأ: مسلسل الباشا: أداء رفيع وعيب وحيد
المشاهد نفسها واللقطات تتكرر من نفس الزاوية، تبدو كالطبخة المسلوقة والمشوية التي ما عاد أحد يشتهيها، والمسلسل سيفشل وبشدّة ولا يبشر خيرًا حتّى لو حاز على نسب مشاهدة مرتفعة لكثرة عيوبه، وسيسقط سقوطًا مدويًا أمام المسلسلات التي ستعرض خلال رمضان.
المخرج السوري سقط والكاتب السوري روزي ورد الذي كتب السيناريو كالمراهقين سقط مثله، وننتظر تعقيبات بعض المنظرين السوريين والذين يهاجمون بإستمرار الفنان اللبناني من ممثل ومخرج وكاتب، ويبعدون عنه صفة الإحتراف، وكأن الدراما خُلقت لتكون لهم، وكأنهم أساتذة يدربون ممثلين هوليوود، وكأنهم لم يسمعوا يومًا عن الدراما المصرية التي تكتسحهم هم وأعمالهم كلّها عبر مسلسلٍ واحد!
تحية للقدير رشيد عساف الذي حمل أعباء دوره على كتفيه، واشتغل على نفسه، وقدّم شخصية (الباشا) بمجهودٍ شخصي، وإعتمد على تعابيره الرائعة، رغم الحوار الفاشل والمعالجة الدرامية السيئة.
نقطة جيدة وجدناها بالعمل، وأثارت إعجابنا: البطلة المغربية جيهان الخماس والتي تتطوّر بأدائها كلّ حلقة، وتدهشنا تعابيرها وكيفية إتقانها لشخصيتها التي تدور حولها الأحداث، تحبّ الباشا وتتلاعب بعواطفه، تستغله للإنتقام منه، بريئة وقريبة من الفلاحين ومحتالة أمامه، تذهلنا بتجربتها الأولى المطلقة كبطلة وسط الممثلين اللبنانيين… قلنا إنها لن تصل للصفوف الأولى (والحق كلو على المخرج)، الآن نتراجع ونقول: (المزيد من التدريب، وإدارة موهبتها من مخرج محترف ستوصلها إلى مكانٍ بعيد).
عبدالله بعلبكي – بيروت