(سيناي بيتي) حملة للحفاظ على البيئة، وفضح أيَ انتهاك يطال ثروتنا البيئية، وتندد من خلالها بكارثةٍ تتفاقم يوماً بعد يوم، تتمثل بالاستخدام المفرط والعشوائي لمادة البلاستيك في حياتنا اليومية.
هذه الحملة تكتسي أهميةً حيويةً بالنسبة للإنسانية، لأن البلاستيك يتميّز بتحوّلهِ، في عقودٍ قليلة، من رمز الحداثة والمستقبل إلى كارثة بيئية، على صعيد العالم.
بين العامين 1950 و2015، أنتج العالم 8.3 مليارات طنّ من البلاستيك، وفق أرقام وردت في مجلّة (ساينس أدفانسز). واليوم وفي كلّ دقيقة يباع مليون قنينة بلاستيك في العالم. ومن المتوقّع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 20% مع نهاية العقد الجاري. وتتمثل المشكلة أنه من أصل 8.3 مليارات طن تم إعادة تدوير 9% منها فقط، وحرق 12%، فيما تحولت الكمية الباقية أي 79% إلى نفايات.
ووفق دراسة نُشرت في مجلّة “سيانس”، يُرمى 8 ملايين طنّ من البلاستيك سنوياً في المحيطات. أي 250 كيلوغراماً في الثانية الواحدة. وفي السنة 2050، 99% من الطيور البحرية ستكون قد ابتلعت مواد بلاستيكية، وفق جمعية حملة البحار النظيفة.
وفي تقرير نُشر في مطلع تشرين الأوّل الجاري، وصفت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على البلاستيك في العالم بالمبهر”. ويبلغ الطلب حدّه الأقصى في الدول الناشئة، المتخلّفة في ما يتعلق باستهلاك البلاستيك، مقارنةً مع الدول الغربية. وفي أفريقيا، يبلغ استهلاك البلاستيك 4 كيلوغرامات فقط لكل فرد سنويًا. أما في الدول الغربية، فيتجاوز 60 أو 80 كيلوغراماً. ما العمل إذاً اليوم لمواجهة الميل إلى تحويل كلّ شيء إلى بلاستيك؟
القضاء على البلاستيك كلّياً من الوجود ليس ممكناً، وربما ليس محبّذاً. لكن الحد من استهلاك هذه المادة البوليمرية، خصوصاً المنتجات البلاستيكية التي لا تستعمل سوى مرة واحدة، ليس ضروريًا فحسب، بل إنه ممكن أيضًا. “لهذا نقوم بحملة ضدّ البلاستيك. وتندرج ضمن لائحة التزاماتنا السابقة للحفاظ على البيئة. فلا يتطلّب الأمر إحداث تغيرات كبيرة في طريقة العيش، ولكن، يمكن رفض الكيس الصغير الذي يعطيك إياه الصيدلي لتضع فيه علبة الفيتامينات، وتحديد، عند طلب طبق ما، أنك لا تحتاج إلى الشوكة والسكين البلاستيكية، وحظر استخدام القش والكؤوس والصحون البلاستيكية، واستبدال الأكياس التي تمزّق أصابعك بحقيبة قماش كبيرة… فهذه التغيرات الصغيرة في العادات سيكون لها أثر كبير”