تعتبر قصة سيدنا نوح أشهر قصة في العالم، تطرقت إليها جميع الديانات والثقافات عبر العالم، ولم تخل أي ذاكرة شعب من الشعوب، أو حضارة من الحضارات، من ذكر هذا الحدث العظيم.
فنجدها عند البابليين، السومريين، الآشوريين، الفرس، اليونان، البرازيل، الهند، الصين، تايلند، استراليا، ليتوانيا، ايرلندا، جزرا المحيط الهادي، افريقيا، عند الهنود الحمر في امريكا الشمالية والجنوبية، وفي الكتب السماوية (التوراة والإنجيل والقرآن).
وكان القرآن آخر كتاب سماوي تكلم عنها، وجاء فيه بأن السفينة ما زالت إلى يومنا هذا وأنها تركت عبرةً للعالم كله، حيث يقول الله تعالى في ذكره الحكيم: (فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين) وقال أيضاً: (وحملناه على ذات ألواح ودسر، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر، ولقد تركناها آية فهل من مدكر).
وبعد بحث طويل تم الكشف عن مكان حدوث الطوفان، حتى أواخر القرن التاسع عشر، كان الناس يعتقدون أن أقدم مصدر لقصة الطوفان، كتاب التوراة لكن في عام 1853 تم العثور على قصة الطوفان البابلية، وفي الفترة مابين 1889 و 1990 تم اكتشاف لوح طيني يحتوي على القصة السومرية للطوفان وبقي الاعتقاد سائدا بأن منبع هذه القصة هي الحضارة السومرية ومنها انتشرت القصة في كل العالم، ولكن المفاجأة الكبرى التي ستغير كل المفاهيم وتحدث تغيرات جذرية في مجالات شتى هي اكتشاف قصة نوح والطوفان في رسومات الطاسيلي الموجودة في صحراء الجزائر والتي يرجع تاريخها إلى أكثر من عشرين ألف سنة واكتشفت سنة 1938 وبقيت تلك الرسومات لغزا غامضا منذ اكتشافها، ووجدت أنها تصور قصة الطوفان وسفينة نوح وبعد دراستها والتعمق فيها أكثر وأكثر وجدت أيضا أنها تصور مكان حدوث الطوفان والجبل الذي رست عليه السفينة وهو يشبه المرفأ الذي ترسو فيه السفن ويقع بالتحديد في جبل تادارات وهي كلمة ماخوذة من لغة الطوارق وتعني الجبل، وذكرت في التوراة تحت اسم ادارات في سفر التكوين.
وكان العديد من العلماء يظنون أن الطوفان حدث في تركيا التي تقع في الشمال، لكن حسب كتاب التوراة فإن قوم سيدنا نوح ارتحلوا من الغرب أي غرب الكرة الأرضية (الجزائر) إلى مدينة بابل التي تقع في الشرق.
bbbb