الجزائر بلد غني بتاريخه الغامض، الذي يرجع إلى ماقبل التاريخ، عادات وتقاليد اجتمعت من حضارات وأمم عديدة كانت تعيش بهذا البلد الساحلي، بالإضافة إلى الفنون الشعبية ذات العمق التاريخي التي تترجم أصالة كل منطقة من هذا البلد.
الألبسة التقليدية جزء هام من ثقافة الجزائر، تعكس عراقة وجمال هذا البلد، ومن بين الألبسة التقليدية العريقة التي يحاول المجتمع الجزائري الحفاظ عليها (الحــايَــكْ).
ومعنى الحــايَــكْ في اللغة العربية من الفعل (حاك) و(يَحيك – حِياكة) بمعنى (نَسَجَ)، وهو الثوب المُحاك أو المنسوج، وفي قاموس المعاني العربي، فإن الحايك، قطعة ثوب ترتديه المرأة، ويَستر رأسها ووجهها وكامل جسدها.
الحايك، عبارة عن قطعة من القماش الأبيض مصنوعة من خيوط الحرير، رافق المرأة الجزائرية خلال ثورة التحرير. وكان وسيلة لتهريب الأسلحة من طرف جنود ثورة التحرير.
كما أنه رمز من رموز القصبة العتيقة(مدينة بالجزائر العاصمة تعتبر من الثراث العالمي)، نقلته نساء الأندلس إلى الجزائر، تحديدا في مطلع القرن 16 ميلادي.
الحايك يتماشى معه العجار وهو قطعة تغطي الوجه، ويعود ظهوره في العاصمة إلى القرن الخامس عشر، ولم يقترن بالحايك إلا مع انتشار الإسلام، وإن كان الحايك قطعة يقال إن أصلها يوناني، لكن بنسخة محتشمة، وهي مستوحاة من (البيبلوس دوريان)، الذي انتشر في المملكة النوميدية في عهد الملك ماسينيسا. وذكر (العجار)، في مذكرات عديدة منها مذكرات المؤرخ الإسباني (هايدو)، الذي قال: (لكي يتوارين عن الأنظار، تغطي نساء العاصمة وجوههن بقطعة قماش مثلثة تربط في مؤخرة الرأس ولا تظهر إلا عيونهن فقط).
كما كان العجار قطعة تفرق بين النساء المسلمات التي كن ترتدينه، وبين اليهوديات اللاتي كن ترتدين الحايك بدون عجار.