نشر الممثل المصري القدير صلاح عبدالله صورةً جمعته بالكبير محمود حميدة، ليطلّا بغد غياب طويل عن (السوشيال ميديا).
كلاهما غابا لفترة طويلة عن الإعلام ووسائل التواصل، رغم نشاط صلاح السابق إلكترونيًا.
التزما الحجر المنزلي تفاديًا لإمكان إصابتهما بفيروس كورونا، لذلك لم يحضرا المناسبات والمهرجانات الفنية.
ما أن نشر صلاح الصورة، حتّى توقعنا أن تتصدّر لوائح الترند وتصبح الأكثر تداولًا، فتحصد عشرات آلاف الإعجابات أقلّه وآلاف التعليقات بأضعف حالات التفاعل.
لكن الرقم الذي ناله أصدمنا ولم يصدمنا بآنٍ معًا، ويدل على مدى انحدار ذوق المتابع العربي الذي ما عاد يهتم بأخبار كباره.
صورتهما نالت فقط ١٧٦٠ إعجابًا تقريبًا، فيما تحصد صورة المتطفلين والمتطفلات بهذا الوسط على عشرات الآلاف من الإعجابات وأحيانًا مئات الآلاف.
كأنّ محمود وصلاح ليسا من أهم وأكبر نجوم الشرق، وكأنّهما لا يؤسّسا مسيرتيْن مشرّفتيْن حافلتيْن بأعمق وأهم الأعمال من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وعروض فنيّة احترافيّة.
صورتهما ابتسما بها، وظهرا قريبيْن بها بلقطةٍ تظهر عمق صداقتهما، لكنّها لم تنلْ ربع ما تحققه فنانة عندما تتعرّى من أرقام، أو ناشط تافه عندما يطلق النكت السخيفة ويردد الجمل المنحطة أخلاقيًا.
أما الصحافة الفنيّة العربية فحدّث ولا حرج، الكل تجاهل الصورة..
نحن أول من نكتب عن لقائهما ولا غيرنا انتبه له أو أعطاه أهميّة، فكلّ ما أصبح يهم الصحافي اليوم لعبة الأرقام، وكأنّ الخبر عن العمالقة لا يجلب الأرقام ولا يجذب القراء!
منذ سنوات لم يعد الصحافيون يهتمون بمبادئ هذه المهنة الساميّة وأخلاقياتها التي انحدرت على أياديهم للأسف.
(الجرس) هنا دائمًا موجودة لتذكر الكبار، وحتّى ولم يقرأ الخبر سوى قلّة.
نشتاق ذلك الزمن الذي يُقدّر به الكبير على مكانتِه، ولا تنال به الأقزام سوى ما يليقُ بحجمِها.
يبقى أن نذكر الكثير من الذين لا يهوون مواقع التواصل، ويتسّمرون أمام الشاشات الأصيلة الحقيقيّة، لا أشباه الشاشات من الهواتف والأجهزة اللوحية..
هؤلاء سيتفاعلون مع الصورة أدناه ويصفّقون للكبيريْن، دون أن يحتاجوا إلى ضغطة إعجاب غالبًا ما تكون دوافعها مزيّفة!
عبدالله بعلبكي – بيروت