المدينة التي اندلعت منها المصيبة العالمية الكبرى – تفشي الفيروس التاجي لأول مرة – كورونا، افتتجتها الصين اليوم الأربعاء.
المدينة التي دخلت التاريخ وهزت الاقتصاد العالمي، وألقى بالحياة اليومية في اضطرابات لم يشهده الإنسان على مدار الكوكب.
المدينة التي أُعيد فتحها بعد أكثر من 10 أسابيع، مدينة متضررة بشدة، ستصبح المكان المُراقب من جميع أنحاء العالم، للحصول على دروس حول كيفية تجاوز السكان للألم والكارثة بهذا الحجم المذهل.
في ووهان، نال المرض والموت مئات آلاف الأرواح، وأثر عليهم، والصدمة يمكن أن تستمر لعقود.
تواجه الشركات الآن، حتى تلك التي أعيد فتحها، طريقًا مؤلمًا في تقدمها إلى الأمام، مع احتمال استمرار الركود فيها نتيجة الرعب.
وتستمر السلطات في تنظيم مجيء وذهاب الناس، تحضيرًا للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وكانت أغلقت السلطات الصينية مدينة ووهان، وهي مركز صناعي يضم 11 مليون شخص، في أواخر شهر يناير – كانون الثاني، في محاولة محمومة للحد من انتشار كورونا الفتاك. في ذلك الوقت، رأى العديد من الغرباء أنها خطوة متطرفة، لا يمكن تجربتها إلا في نظام استبدادي مثل الصين. لكن مع تفاقم الوباء، فرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم مجموعة متنوعة من القيود الصارمة على مواطنيها وتوقفت عن لوم الصين أو وصفها بأبشع الصفات.
تم الإبلاغ حتى الآن عن حوالي 1.4 مليون إصابة و 80.000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وهي أرقام آخذة في الارتفاع بسرعة.
يقول المسؤولون إن العدوى الآن تباطأت في البلدان المتضررة بشدة مثل إيطاليا وإسبانيا، لكنها تواصل انتشارها بسرعة في أماكن أخرى حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، التي تقترب من 400000 إصابة معروفة.
تمتلئ التقارير الإخبارية بمشاهد تفيض فيها المستشفيات في مدينة نيويورك، والجثث في الشوارع في الإكوادور، وتحديثات عن حالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي دخل العناية المركزة في المستشفى، إضافةً إلى تحذيرات الخبراء من أن الوباء قد ينفجر، في أفقر مناطق العالم.
تخضع معظم أوروبا والهند، ومعظم الولايات المتحدة الأميركية، والعديد من الأماكن الأخرى لأوامر من الشركات بإغلاقها ووأوامر صارمة للناس للبقاء في منازلهم ، ما يؤدي إلى تعطيل الإقتصادات بشكل مفاجئ وإخراج الملايين من الناس من العمل.
المقياس التي تنطوي عليها مثل هذه السياسات – في الوظائف والدخل المفقود، في الحياة المعطلة – تم أولاً في ووهان.
وجاءت إعادة فتح المدينة اليوم الأربعاء بعد أن أُبلِغ عن ثلاث حالات جديدة فقط من فيروسات التاجية في المدينة في الأسابيع الثلاثة السابقة، وبعد يوم واحد من عدم الإبلاغ عن وفيات جديدة لأول مرة منذ يناير – كانون الثاني.
رُفعت القيود عن السفر إلى الخارج رسميًا بعد منتصف ليل البارحة في الصين.
يمكن للناس في ووهان الآن أن يغادروا المدينة بعد أن يقدموا إلى السلطات تطبيقًا هاتفيًا معتمدًا من الحكومة يشير استنادًا إلى عناوين منازلهم والسفر الأخير والتواريخ الطبية للتأكد عما إذا كانوا يشكلون مخاطر انتقال العدوى.
أظهرت لقطات من وكالات الأنباء التي تديرها الدولة، في وقت مبكر اليوم أن سلسلة من السيارات تسير عبر محطات الرسوم على مشارف ووهان مباشرة بعد رفع القيود.
وقدرت شركة السكك الحديدية الوطنية الصينية أن أكثر من 55 ألف شخص غادر ووهان بالقطار اليوم، وفقا لما ذكرته محطة إذاعية تديرها الدولة.
لكن داخل المدينة، لا تزال هناك قواعد صارمة على الأفراد والشركات لمنع الفيروس من استعادة موطئ قدم. فيواصل المسؤولون حث الجميع على البقاء في المنزل قدر الإمكان. والمدارس لا تزال مغلقة.