دعا مارك راندولف، المؤسسة المشارك والرئيس التنفيذي الأوّل لـ”نتفليكس” روّاد الأعمال إلى تأسيس مشاريع تبقى ذات صلة بعالمنا اليوم ومع تغيّره في المستقبل.
العالم الذي يتشكل من جديد في مرحلة ما بعد الجائحة قد أفسح المجال أمام الشركات الناشئة وروّاد الأعمال في شتى أنحاء العالم لاغتنام الفرصمستقبلاً، وأسفر عن “فرص فريدة في عالم ريادة الأعمال لم نشهد مثلها منذ وقت طويل جدًا”، هذا ما قاله مارك راندولف، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي الأوّل لـ”نتفليكس” في أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.
خلال النقاش الافتراضي الذي عُقد بعنوان “أطلق العنان لأحلامك: كيف تحوّل الفكرة إلى واقع”، والذي تمحور حول مواضيع الابتكار وريادة الأعمال وكذلك الاستدامة، شارك راندولف مع الجمهور دروسًا من تجربته في تأسيس هذه الشركة التي أضحت اليوم أكبر خدمة بث في العالم، وتناول الوسائل التي من شأنها أن تُحفز ثقافة الشركات الناشئة والعقلية القائمة على ريادة الأعمال.
ناقش راندولف كيفية إعداد الشركات الناشئة لمواجهة العالم في مرحلة ما بعد الجائحة، مشيرًا إلى أن “أسوأ ما يُمكن أن يفعله رائد الأعمال هو أن يعتقد بأن “الوضع الراهن هو من المُسلّمات، كأن يعتبر أن ما قد نجح في السابق سوف يواصل النجاح مستقبلاً”.
وقال راندولف: “قبل جائحة كوفيد-19، كان هناك شركات عالمية كبرى، وكان من الممكن معرفة طريقة تشغيلها والتنبؤ باستقرارها واستشراف ما قد تحققه من مبيعات وإيرادات على مدار الأعوام التالية، ومن ثم طرأ عالم جديد وتغيّر كلّ شيء بشكل مفاجئ. جميعنا نعلم بأن الأمور ستعود إلى وضعها الطبيعي في نهاية المطاف، ولكن لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا الوضع الطبيعي. لقد شهدنا تسارعًا هائلاً في مجالات التجارة الإلكترونية والطب المتنقل، ولكن ماذا سيحدث خلال العام القادم؟ لا أحد يعلم إذا كان ذلك سيستمر أو سيتراجع، وهذه بحد ذاتها فرصة فريدة لروّاد الأعمال لأنهم درّبوا أنفسهم على عدم توقع ما قد يحدث في المستقبل، وأن يكونوا مستعدين دائمًا لأي شيء يحمله المستقبل لهم”.
وتابع: “إن دخولنا في عالم يكتنفه هذا الغموض وعدم اليقين، هو برأيي فرصة فريدة في عالم ريادة الأعمال لم نشهد مثلها منذ وقت طويل جدًا. فكلّ الخيارات أصبحت متاحة الآن، وقد تغيرت طريقة عمل كلّ شيء، والأشخاص القادرين على اغتنام هذه الفرصة هم روّاد الأعمال. وأعتقد بأن تأسيس المشاريع الجديدة سيكون هو المحرك للتغييرات التي سوف نشهدها”.
أدارت النقاش أجاتا برايا، استشارية في تجربة المستخدم وتصميم الخدمات، وخلال النقاش، استرجع راندولف محطات من رحلته في إطلاق “نتفليكس”، وكيف نشأت فكرة هذه الشركة، قائلاً: “وُلدت فكرة “نتفليكس” على مدار فترة طويلة من الزمن. بحثنا أنا وريد هاستينغز، المؤسس المشارك لـ”نتفليكس” في المئات من الأفكار قبل الاستقرار على فكرة تأجير أقراص الفيديو الرقمية (الدي في دي)”.
لكنّ تلك الفكرة لم تكن خيارًا سهلاً، إذ أوضح راندولف أن هذه الفكرة لم تكن مقنعة بالنسبة للأشخاص من حوله ومنهم أصدقاءه وموظفيه وحتى والدته، وقال: “قد يعتقد البعض بأن “نتفليكس” فكرة رائعة ووليدة اللحظة، ولكنها لم تكن كذلك. لقد استغرقت فكرة التحوّل إلى خدمة البث تسعة سنوات”.
كما أشار راندولف خلال حديثه إلى مقوّمات النجاح في عالم ريادة الأعمال، مؤكدًا أن من بينها “فَكِّر أقل، وأنجز المزيد”، وهذا يعني أنه “عندما تخطر في ذهنك فكرة معينة، لا تفكر إذا كانت فكرة جيدة أو سيئة، بل سارع في تنفيذها”، وقال: “في الشركات الناشئة، قد تتعطل مئات الأمور، وقد تواجه عشرات من الأمور الأخرى التي تتطلب اهتمامك. ومن الأخطاء التي تتكرر دائمًا هو أن رائد الأعمال يريد أن يفعل كلّ شيء، ونتيجة ذلك أنك لن تنجز إلا ثلث المهام. يجب عليك أن تركّز تفكيرك، وأن تتمتع بالقدرة على تخصيص 110% من وقتك لإنجازمجموعة صغيرة من المهام واستبعاد الأمور الأخرى”.
وفي نصيحة وجهها راندولف إلى روّاد الأعمال، حثّهم على تأسيس المشاريع التي ترتبط بعالم اليوم، والتي ستبقى ذات صلة بالعالم حتى عندما يتغير، وقال: “لا تُحِب الفكرة، بل أَحِب المُشكلة