توّجت جلالة الملكة الأردنية رانيا العبد الله الكتاب السنوي (روّاد من لبنان) الذي يصدر عن المؤسسة اللبنانية للإعلام- لجنة رواد من لبنان، التي أسّسها في العام 2003 الإعلامي نجيب جزيني، تحت إشراف النائب منيف الخطيب، ويرأس اللجنة، الدكتور ميشال كعدي.
هذا التتويج أتى على عادة الإصدار السنوي باستضافة شخصية مهمّة ومؤثرة في العالم على صفحاته، والعنوان الأبرز (وُلدت لتكون ملكة).
صدر العدد الجديد بطباعة فاخرة من القطع الكبير، في 631 صفحة، مزاوجاً بين الصحافة التي تقدّم مئة شخصية بارزة من لبنان في مختلف المجالات الحياتية الإنسانية والمهنية، وبين الفن في رسم بورتريه يصاحب الكتابة عن كل شخصية.
بداية العدد مع قول خالد للأديب جبرن خليل جبران “ويلٌ لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويلٌ لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل ممّا لا تزرع وتشرب ممّا لا تعصر”.
تلتها مقدمة كتبها رئيس مركز الدراسات اللبنانية جورج إدوار عسيلي تحت عنوان “ملامح لبنان الجديد”، وفيها: “بين حكمة الكبار وحماس الشباب، سريعاً تمرّ الأيام، وسريعاً تتوالى الأجيال التي تتركُ بصماتها على إنسان لبنان وتاريخ لبنان، لا سيّما الروّاد الذين صنعوا هذا التاريخ، وبنوا الأمجاد، إن في لبنان الوطن، أو في سائر بقاع الدُّنيا”.
ويستهلّ “روّاد من لبنان” الكتاب بعرض نبذات حياتية ومهنية في إطار انساني اجتماعي يهمّ القارئ ويجذب انتباهه للشخصيات التي تعطي في مسارها أنمذجة تحتذى، وبداية مع الرؤساء الثلاثة في لبنان من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، إلى شخصيات دينية بارزة، من بطاركة ومفتين وشيخ عقل، وصولاً إلى وزراء ونواب سابقين وحاليين وشخصيات بارزة في البيئة اللبنانية بما قدّمته في مختلف مجالات المهن والفنون والآداب، ومن هذه الشخصيات من أسّس مخاطراً مغامراً شركات بدأت صغيرة وتوسّعت وكبرت وصار لها فروع عدة في مختلف أنحاء العالم، مثبتين أن المغامر ليس إلا إنسان شجاع يعرف كيف يحافظ على ما يمتلكه ليكبر مع من يشاركونه الرؤية. ومن هذه الشخصيات أيضاً من أعطى علماً وفنّاً بكلّ أشكال تعبيره، وأدباً وشعراً، وإعلاماً وصحافة مكتوبة. مئة شخصية من لبنان اعتاد اللبنانيون على شهادة تكريمهم بعد مرور الوقت ومغادرتهم هذه الدنيا، غير أن رواد من لبنان حرص على تعريف الناس بهم الآن، وهم في خضم عطاءاتهم ونجاحاتهم، كي يكون التكريم لهم وهم أحياء، متمنّين لكل منهم طول العمر والمزيد من العطاء.
يتميّز (روّاد من لبنان) أنه يخرج عن عرض السيَر الذاتية للشخصيات، بالشكل التقليدي المعروف، إنما يغوص في شخصية كل من يكرّمه على صفحاته، ويستقي منها ما تهواه وما ترفضه، إلى آراء بأحداث ومحطات حياتية وأحداث معاصرة، مع رسم للشخصية بطباعها ومزاجها الخاص، فيتعرّف القارئ على كل منها عن قرب.