نظرية أريكسون هي نظرية نفسية تطورية تم تطويرها بواسطة عالمة النفس السويدية إريك أريكسون (Erik Erikson). تعتبر هذه النظرية واحدة من النظريات الرئيسية في مجال علم النفس الاجتماعي وتركز على فهم تطور الهوية والشخصية على مراحل مختلفة من عمر الإنسان.
تشير نظرية أريكسون إلى أن النمو النفسي يتم عبر ثماني مراحل متتالية تبدأ من المرحلة الرضعية وتستمر حتى مرحلة الشيخوخة. وفي كل مرحلة، يواجه الفرد تحديًا نمائيًا فريدًا يجب عليه التغلب عليه لتحقيق تنمية نفسية صحية. وتعتمد هذه النظرية على مفهوم “الأزمات النمائية”، حيث يجب على الفرد التوازن بين احتياجاته الداخلية ومطالب المحيط الاجتماعي.
فيما يلي هي المراحل الثمانية في نظرية أريكسون:
1. المرحلة الرضعية (الثقة مقابل الشك): تتمحور حول إطلاق الثقة الأساسية في العالم والتأكيد على الرعاية الأساسية من قبل الأم والوالدين.
2. المرحلة العمرية المبكرة (الإرادة مقابل الشك): تتمحور حول تطوير الاستقلالية والإرادة واتخاذ القرارات البسيطة.
3. المرحلة السنية المبكرة (المبادرة مقابل الذنب): تتمحور حول تنمية المبادرة والفضول والقدرة على التخطيط والقيادة.
4. المرحلة المدرسية الأولى (الجدارة مقابل العدمية): تتمحور حول التعلم الأكاديمي وبناء الفخر والثقة بالنفس.
5. المرحلة المراهقة (الهوية مقابل الدور الدوري) تعتبر مرحلة حاسمة في تطور الشخصية. يتعين على المراهق التوازن بين تحقيق الهوية الشخصية والتناغم مع المجتمع المحيط.
6. المرحلة المبكرة من البلوغ (الانتماء مقابل العزلة): يركز على بناء العلاقات الاجتماعية والعائلية القوية وتطوير الهوية الاجتماعية.
7. المرحلة المتأخرة من البلوغ (الإنتاجية مقابل الاحترام): يتعين على الفرد تحقيق الإنتاجية في العمل وتطوير القدرات والمساهمة في المجتمع.
8. مرحلة البلوغ النهائية (السلام مقابل اليأس): تركز على تحقيق الرضا الشخصي والقبول للماضي وتقبل الواقع والحكمة في التعامل مع التغيرات والتحديات.
تهدف نظرية أريكسون إلى فهم تطور الشخصية وتحديات كل مرحلة عمرية، وتؤكد على أهمية التوازن بين الاحتياجات الداخلية للفرد ومتطلبات المجتمع. يعتبر النجاح في التغلب على الأزمات النمائية في كل مرحلة أساسيًا لتحقيق نمو نفسي صحي وتشكيل هوية قوية ومتوازنة.