يرتفع اليورو أمام الدولار اليوم براقبة 0.25% بعد سلسلة ممتدة لأربعة أيام متتالية من الخسائر في حين لا يزال يقع بالقرب قليلاً من أدنى مستوياته منذ أكثر من عام.
تتزامن تحركات اليورو مع ترقب لإعلان قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة وسط التوقعات باستمرار الخفض للمرة الثالثة على التوالي. في حين أن التركيز سيكون على البيان الصحفي وخطاب محافظ البنك كريستين لاغارد التالي لإعلان القرار، حيث إن النبرة اللينة وظهور الإشارات حول استمرار وتيرة الخفض خلال العام من المقبل من شأنه يضغط على العملة الموحدة لاستئناف خسائرها.
اقرأ: مستقبل اليورو/الدولار وسط حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترامب – خاص
سيأتي جديد اليوم وسط العديد من العوامل السلبية المحيطة باليورو. حيث نرى الأداء الاقتصادي الضعيف بالإضافة إلى المعنويات المنهارة حول مستقبل اقتصاد منطقة اليورو خصوصاً كبرى اقتصاداته. فيما كان آخر بيانات هذا الأسبوع هي أرقام Sentix لمعنويات المستثمر والتي شهدت تراجعات أسرع من المتوقع مع ذكر التقرير لانعدام مزاج التفاؤل حول الاقتصاد الألماني.
أضف إلى هذا المناخ السياسي المضطرب في ألمانيا وفرنسا والذي يتسبب بحالة من عدم اليقين والتي تتزايد عند اقتراب الانتخابات. حيث قد دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الأمس إلى التصويت على الثقة مما قد يمهد الطريق نحو انتخابات مبكرة وذلك بعد تفكك تحالفه. في حين أنه من المتوقع أن يخسر في هذا التصويت، وفقاً لرويترز، مما سيدفعه إلى طلب حل البرلمان.
اقرأ: مستقبل اليورو مع اقتراب اجتماع المركزي الاوروبي – تحليل خاص
بعيداً، فإن استمرار تدفق البيانات الأفضل من المتوقع من الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل علاوة على تسارع التضخم للشهر الثاني على التوالي من شأنه أن يعمق من خسائر اليورو. حيث إن بيانات التوظيف وأسعار المستهلك الأخيرة أبقت على المخاوف بشأن وتيرة خفض سعر الفائدة في العام المقبل. حيث لا تزال احتمالية الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في يناير المقبل ما دون 20%، وفق CME FedWatch Tool.
كما أن المخاوف حول المخاطر الصعودية للتضخم لدى صناع السياسية النقدية في الفيدرالي مع القوة التي يظهرها الاقتصاد والحروب التجارية المرتقبة تبقى على لهجتهم الحذرة عند الحديث عن خفض المعدلات وهذا ما يبقي الأمل ضعيفاً. في المقابل، فإن البنك المركزي الأوروبي قد لا يمتلك تلك المرونة للاحتفاظ بالمعدلات ثابتة مطولاً على ضوء الأداء الاقتصادي الضعيف.
اقرأ: اليورو يستقر قبل قرار الفائدة
هذه السرديات المتعاكسة للأسعار الفائدة والأداء الاقتصادي تبقي فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية ومقابلتها في منطقة اليورو في اتجاه متسع مما يبقي الضغط على اليورو لدفعه إلى المزيد من التراجع. حيث أن فجوة العائد ما بين سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية كانت على ارتفاع طيلة الجلسات الثلاثة الفائتة هذا الأسبوع وتقع بالقرب من أعلى مستوياتها منذ أبريل الفائت مع بلوغها اليوم 2.145%.