أمس انتهتْ العروض المباشرة لبرنامج (انت مين)، الذي نجحَ بالمعادلة التجاريّة والفنيّة، بعدما حصدَ نسبةَ مشاهدة مُرتفعة وإجماعًا نقديًا وجماهيريًا يُحسبان له، بظلّ كلّ ما يصيبنا من أوجاع وهموم ومآسٍ سياسيّة وإنسانيّة وصحيّة كارثيّة.
لجنة التحكيم أُسّست من أربعة: الممثل السوري قصي_خولي، اللبنانية سيرين_عبد_النور، المصري حسن_الرداد، والسعودي مهند الحمدي.
الفكرة دارتْ حول مشاركة عدّة مشاهير شرقيين من مجالات فنيّة متعدّدة، يضعون الأقنعة لأسابيع متتالية، ويسرّبون بضعة معطيات عنهم، بغاية وصول اللجنة والمشاهدين إلى هوياتهم الحقيقيّة قبل إزالة أقنعتهم.
من نجمة الجماهير نادية_الجندي للإعلامي نيشان مرورًا بالممثلة المصرية سمية_الخشاب والسورية ديما_قندلفت، شهدَ البرنامج مشاركات فنيّة عابرة للميادين الفنيّة، غنيّة بالشخصيات وأرصدتها الفنيّة والشعبيّة وأعمارها وجنسياتها.
إقرأ: الجرس أصابتْ ونادية الجندي النفرتيتي!
اللجنة غلبها الانسجامُ العام، الطاقات بين الأعضاء إيجابيّة، المعارك شبه معدومة، المناكفات بغالبها فكاهيّة تهدف لتسلية المشاهدين المُفجعين بسقوطِ وفساد أوطانهم، ولعلّنا هنا نقصد اللبنانيين، السوريين، والعراقيين بشكل محدّد.
قصي خولي تألّق فكان سيّد اللجنة ورجلها الأول لا محال.
بأناقته، بوقاره، بحضوره الرصين، بتعقيباته التي وشت بثقافته، وبتفاعله مع الجمهور، أثبت أنّه الورقة الرابحة الضامنة، لأي من يراهن عليه.
قصي سجّل تفوقًا آخر سريعًا بعدما حصدَ إجماعًا على مسلسله القصير (لا حكم عليه)، والذي يخوّله حُكمًا لنيل جائزة أفضل ممثل عربي باستحقاقٍ مُطلقٍ عن هذا العام.
هذا الممثل الكبير بأخلاقه لكنّ أيضًا بذكائه الحاذق واختياراته السليمة، قليلًا ما يقع بفخِ التكرار، يحدّث إمكاناته بتعاقبٍ، ويخطف الأنظار باستمراريةٍ نوعيّة نادرة، تجتاز عامليْ اكتظاظ الساحة بالمنافسات والأسماء والإفلاس الفنيّ.
لأنّه من القلائل الذين يتواضعون كلّما نجحوا، ويدوسون الأرض كلّما ارتفع نجمهم في السماءِ الطلقة، ويشعرون برهبةِ النجاح، يفرحون لكنهم لا يكتفون، فيبحثون عن الأنجح.
سيرين عبد النور كذلك أضافتْ أجواءً رائعة ولطيفة، فكانتْ السيّدة الجميلة الوحيدة التي تتوسّط اللجنة.
أثرتْ البرنامج بحضورِها المحبّب وطاقاتها الإيجابيّة، عدا جمالها الذي سحرَ عيون المشاهدين وقلوبهم.
المصري حسن الرداد الذي يمتلك واحدةً من أكثر الشخصيات فكاهةً في الوسط الفنيّ العربي كلّه، نجح باستقطاب الأنظار نحوه نظرًا لتواضعه وخفة ظلّه وحنكته واحترامه وتقديره الواضحيْن لكلّ الكبار المشاركين، وعلى رأسهم نجمة الجماهير نادية الجندي.
السعودي مهند الحمدي، لم يخفق بتجربةٍ ضخمة كهذه جعلته يجلس جانب ممثلين من الفئة الأولى، وبدا قادرًا على التحدّث والتصرّف بلباقةٍ وثقةٍ شديدة.
(انت مين) قدّمته المذيعة الجميلة أنابيلا_هلال، التي تستمر بالتقدّم تجربةً وراء الأخرى، لتصبح من أكثر مذيعات العرب تواجدًا على أضخم الشاشات.
البرنامج امتازَ بالتقنيات الإخراجية الفائقة، والصورة التي قارعتْ أكثر عدسات مخرجي هوليوود جودةً، غير اللوحات الاستعراضيّة التي قُدّمتْ بمستوى احترافي عالٍ، وكلّفتْ ميزانيّة ضخمة لم تتوارَ شاشة العرض (أم بي سي) عن منحها.
اللقبُ الأول ذهب أمس للنجم المصري إيهاب_توفيق الذي غاب لسنوات، وعاد بقوةٍ، علّه يستثمر نجاح تجربته التلفزيونيّة هذه، بإصدار العديد من الأعمال الرومانسيّة التي اشتقنا الاستماع لها بصوته مثل (تترجى بيا) وغيرها.
لكنّنا وعلى عكس النتائج الرسميّة، توقّعنا فوز (شيتا) التي وضعتْ قناعها النجمة الجزائرية الأنيقة شكلًا ومضمونًا أمل_بوشوشة، بعدما أمتعتْ الملايين بلوحاتِها الاستعراضيّة المميزة، فرقصتْ وغنتْ كأهم فنانات الفوازير.
قدرات مسرحيّة فنيّة غنيّة تمتلكها، جعلتها واحدةً من أفضل نجمات الشرق وأكثرهنّ نجاحًا بالسنوات الفائتة.
غير جمالها، رصانتها سرّها واحترامها الشديد لنفسها وزملائها ولجمهورها الذي ينتظرها عملًا خلف عملٍ، وصورةً وراء صورةٍ.
إقرأ: لهذا نحبّ أمل بوشوشة العفوية – صورة
أما تواضعها فيُحسب لها، بعصرٍ تحوّل به واجبُ التواضع إلى ميزةٍ!
عبدالله بعلبكي – بيروت
سعيدة جداً بمشاركتي في الموسم الأول من البرنامج العالمي بنسخته العربية The Masked Singer إنت مين على شاشة كل العرب MBC، سعيدة وفخورة بجمهوري الذي تابع شيتا لحظة بلحظة وكان يجمع الأدلة ليتأكد إن كنت أنا، والشكر أيضاً لزملائي المحققين ❤️❤️ #MBCTheMaskedSinger pic.twitter.com/Az9FVpIgbo
— Amel Bouchoucha | امل بوشوشة (@amelbouchoucha) February 10, 2021