ملاحظة: أنا الكاتب عبدالله بعلبكي، أتحمّل لوحدي مسؤوليّة ما وُرد في المقال أدناه..
السيّدة الصلبة، بشرى الخليل، المنصهرة بمبادئها وقيّمها وقوانينها الإنسانيّة والأخلاقيّة، تواجه حملات رديئة بهدف ترهيبِها، قبل بدءِ الانتخابات النيابيّة المقبلة في ١٥ أيار، لإجبارها على الانسحابِ من معركتِها، هي التي لا تنسحبُ عند أشدّ المعارك وأقساها.
استطلاعات الرأي كلّها تتفقُ على سهولةِ فوزها بحاصلٍ انتخابي في دائرة صور – الزهراني، وربما أكثر إنّ عملنا على توسيعِ الإضاءة على العمليّة الانتخابيّة، فالتحدّث عن لائحتِها “الدولة الحاضنة”، التي تضمُّ كفاءات شخصيّات وطنيّة، وخبرات ورؤى ثاقبة، ومشاريع إنمائيّة خلاقة، أمام هدايا على شكل بل وزر حقائب نيابيّة ووزاريّة وواسطات وصفقات ومناهج زبائنيّة أوصلت البلاد إلى قعر الانحطاط والإفلاس!
لذا تواجهُ المرشّحة المحاميّة اللبنانيّة في الجنوب حروبًا بالوكالة، إنّ صحَّ توصيفها، عبر مناصرين (لا يمكن تصنيفهم تحت خانة العناصر غير المنضبطة)، بل يحظون وأكثر برعاية حركتهم، التي أسّسها الإمام موسى الصدر للمحرومين، فأصبحت تحرم من لم يُحرم ومن حُرم!
التهديدات لا توقف دربَ محاميّةٍ، واجهتْ المتغطرس الأمريكيّ وفضحتْ محكمته الهزليّة في العراق، فكيف تخافُ بضعةً من المحرّضين ومغسولي الأدمغة؟
ممّن لو أتاحوا للعقل فرصةَ القيادة نحو الحقيقة، لذهبوا خلف خيارات تبني لهم وطنًا لا يُذلّون فيه على أبواب المستشفيات، ولا يحتاجون اتصالًا صعبًا من أجل تأمين أدنى حقوقهم المشروعة!
لكن كيف تخاطب من انقلب على القانون وعلى مؤسس حركته، واليوم ينقلب على الشرائع الإنسانيّة، فيهدّد ويرهب ويستبد كيّ لا يحظى الجنوبيون كما سائر اللبنانيين بفرصة الحصول على وطنٍ يضمّهم، لا يهجّرهم فيهجر نفسه؟!
تعرّضتْ بشرى الخليل خلال الأيام السابقة إلى محاولات اعتداءٍ بائسة، وأهمّها الهجوم على سيارتها، عبر حزبيّ تابع لحركة أمل، بعدما ضرب السيارة بآلة حادة وهدد بتفجير قنبلة كان يحملها بيده، قبل أن يتوجه إليها ويحذرّها من العودة إلى بلدة الرئيس نبيه بري (الشعيتية)، كلّ هذا حدث قبل تدخل الأهالي وإبعاده عنها.
اليوم تعرّضت اللائحة الثالثة المنافسة في دائرة صور – الزهراني (معًا للتغيير) إلى هجومٍ سافر، فعمد بعض المنتمين لحركة أمل إلى قطع الطريق أمامهم لمنعهم من ممارسة حقهم في الوصول إلى كلّ الناخبين، كما تنصّ كلّ المبادئ القانونيّة في العالم!
استنكرت المحامية ما حدث مع اللائحة المنافسة، ودعت ساخرةً إلى عدم تنظيم الانتخابات النيابيّة ما دام المرشحون لا يحظون بفرصٍ متوازية متوازنة، وما دامت الانتخابات تكلّف الدولة ٥٠ مليون دولار!
بشرى التي يعايرونها بالدفاع عن الرئيس العراقيّ الراحل صدام حسين، فيصفونها بمحامية “الطاغية”، بينما نجدهم بغرابةٍ، يجلّلون للديمقراطيّ الذي كما تراقبون، من شدّة “انفتاحه”، يصفّق لمنافسيه ولا يمنعُ عنهم أي حقّ دستوريّ!
إذًا عن أي طغيان يتحدّثون؟
- طرقات العراق امتازت بمشهديّة نظيفة على عهدِ صدام “الطاغيّة”، فليصفوا لنا طرقاتنا في عهد “الديمقراطي” الذي يدعمونه وسواه من الديمقراطيين الكثيرين في هذا الوطنِ الصغير؟!
- العراق كان خاليًا من الفساد (حسب مؤشرات منظمات عالمية عديدة) على عهد “الطاغية” صدام، فليشرحوا لنا حجم الفساد الذي تخطى كلّ حدود المنطق على عهد من يجلّلون؟
- زوجة صدام ساجدة خير الله طلفاح خرجت من العراق دون أموال “الرعية”، برصيدٍ خالٍ من العقارات والممتلكات، ماذا عن الزوجة التي تحوز على مشاعات وأراضٍ ومساحات ومشاريع وحصص من كلّ ما هبّ ودب؟
- ابنة صدام رغد تعيش في الأردن بعد دعمٍ حظيتْ به من ملك الأردن، لا أرصدة في حساباتها البنكيّة، ولا أملاك باذخة لها في العراق، حتّى عند عهد أبيها، كسائر أفراد أسرتها المنضبطين فيما يمتلكون، ماذا عن عائلة الرئيس بري؟ هل يعيش أحدهم كما كان الإمام الصدر يمضي أيامه وسنوات حياته؟
- صدام بنى الإنسان في العراق، من مؤسسات ومدارس وخدمات وجيوش من العلماء، وبنى تحتيّة رغم أشدّ الحروب التي شُنت ضدّه، هل من قطاعٍ ترمّم لا بُني في زمن السلم اللبناني، على تاريخ زعيمهم وسواه من زعماء السلطة؟
صدام رحلَ، فيما صفحة طغاة الوطن المنكوب لم تُطوَ بعد..
يبقى أنّ تصوّبوا الخيارات، لدينا فرصة.. تذكّروا!
ولا تنسوا هذا الشعار البنّاء: مثلنا لا يبايع مثلهم!
لا يجب أنّ نفعلها بعد كلّ ما فعلوه بنا!
عبدالله بعلبكي – بيروت
الفيديو عبر الرابط الآتي: اضغط هنا