تحول مؤشرS&P 500 ومؤشر داو جونز إلى موجة سلبية قوية في تعاملات بعد الظهر اليوم الجمعة قبيل بيانات تقرير الوظائف لشهر مارس والذي يمكن أن يساعد في تحديد مسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة مستقبلاً.
حيث انخفض مؤشر داو جونز 128 نقطة، أو 0.3%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.2%، وسجل مؤشر ناسداك للتكنولوجيا خسائر بنسبة 1.4%.
بعد أن تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الثلاثة الرئيسية بأكثر من 1% لكل منها، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض يومي منذ 13 فبراير يوم الخميس، حيث اتخذ مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي لهجة حذرة في تعليقاتهم على التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة، في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لاستيعاب بيانات تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة اليوم الجمعة.
وأعتقد ان الأسواق سعرت أيضاً تعليقات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حرب غزة أمس. فارتفعت أسعار النفط وسط التوترات الجيوسياسية الحالية، وزاد الضغط السلبي على سوق الأسهم.
فقد انخفضت جميع القطاعات الرئيسية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال اليوم، بقيادة انخفاض قطاع التكنولوجيا بنسبة 1.7%.
ومن وجهة نظري تأثرت تقلبات السوق وارتفعت حدة عدم اليقين في أسواق الأسهم بسبب التعليقات التي أدلى بها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إنه اقترح في اجتماع البنك المركزي الأمريكي الشهر الماضي خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، ولكن إذا استمر التضخم عنيداً، فقد لا تكون هناك حاجة إلى أي تخفيض هذا العام .
وأعتقد ان بيانات الوظائف التي ستصدر اليوم الجمعة ستعطي المزيد من الدلائل على مدى قوة سوق العمل ومعدلات التضخم.ومن المتوقع أن تنخفض الوظائف غير الزراعية لشهر مارس إلى 200 ألف من 275 ألف في فبراير، في حين من المرجح أن يظل معدل البطالة ثابتًا عند 3.9٪.
واعتقد أن تراجعات سوق الأسهم اليوم قبل صدور تقرير التوظيف يوم الجمعة . حيث ستوفر بيانات الوظائف الجديدة أحدث مقياس للمرونة الاقتصادية والضغط الاقتصادي، مع إمكانية التأثير على بنك الاحتياطي الفيدرالي بينما تسعر الأسواق خفض الفائدة في يونيو.
ومن وجهة نظري، أدى التوسع المفاجئ في أنشطة التصنيع في الولايات المتحدة في شهر مارس إلى رد فعل هبوطي في وول ستريت مع بداية الربع الجديد، حيث قام المشاركون في السوق بتقليص رهاناتهم الحذرة قليلاً في ضوء المرونة الاقتصادية.
ومن الجدير بالذكر أن الأسعار التي يدفعها المصنعون قد لامست أعلى مستوى لها منذ 20 شهرًا عند 55.8 مقابل 52.7 سابقاً، الأمر الذي قد يلقي بعض الشكوك حول ما إذا كانت معركة التضخم التي يشنها بنك الاحتياطي الفيدرالي تسير على الطريق الصحيح، نظرًا لأن الانخفاضات في أسعار السلع قد كان المحرك الرئيسي لتباطؤ التضخم خلال العام الماضي. ومع ذلك، فإن احتمالات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في يونيو تبلغ الآن 54٪ مقابل 64٪ قبل أسبوع، مما دفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً .
ومع تجاهل مسؤولي الفدرالي في الولايات المتحدة لقراءة مؤشر أسعار المستهلكين التي جاءت أعلى من المتوقع خلال الأشهر الماضية وتأكيدهم على أن مسار التضخم نحو هدفه البالغ 2% سيكون صعباً، فسوف تبقى توقعات السياسة النقدية وموعد خفض الفائدة مرتبطة بالبيانات في المستقبل. والتي لا بد وأن ترفع قناعة الفيدرالي بأن الاتجاه الانكماشي سيستمر. حيث سيتم إصدار سلسلة من بيانات سوق العمل هذا الأسبوع، وستتجه الأنظار إلى أي علامات على التحسن في ظروف العمل لإفساح المجال أمام تخفيف السياسة مبكرًا
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط